رؤى وآفاق
استقبال العيد
المسلم في هذا اليوم يحمد الله على ان بلغه آخر رمضان، فدعاؤه قبل رمضان )اللهم بلغنا آخر رمضان( ودعاؤه في رمضان )اللهم بلغنا آخر رمضان(، وبما اننا الان في آخر رمضان فقد حصلنا خيرا، واملنا في الله ان يقبل صيامنا وقيامنا ودعاءنا في ليلنا ونهارنا، ان من صام نهار رمضان وقام ليله ودعا الله في ليلة القدر فقد كُتب له الثواب ان شاء الله, فالعيد الذي نستقبله انما هو فرحة المسلم بتمام عبادة الله في رمضان، فمن ادى عبادته كاملة في شهر الصيام ففرحته في يوم العيد هي فرحة من ربح في تجارته، فالعيد الذي نستقبله هوعيد المسلم في اي أرض، نستقبله بالصلاة في اول النهار وهي عبادة وشكر للخالق، وماالتهاني التي تنطق بها الافواه الا تهاني المسلم لاخيه المسلم، فالعيد خير وبركة وسلام واخاء ووفاء، ومن مظاهر الاخاء خروج المسلمين للصلاة في وقت واحد، واخراج زكاة الفطر في فجر هذا اليوم حتى لا يبقى في البلد فم لا تصل اليه اللقمة، فالتكافل والتضامن بين المسلمين يبرزان في هذا اليوم اكثر من بروزهما في الايام الاخرى، واذا كنا نستقبل العيد بالاخاء لجميع اخواننا المسلمين فان القريب والصديق والجار احق بالاخاء، فالعيد يذكرنا بالحقوق الواجبة علينا تجاه الرحم ومن قربت داره ومن كان له حق علينا اوعلى والدينا, ونستقبل العيد بالامل في تحقيق الامة الاسلامية لامانيها من عزة ورفعة واسترجاع حقوق وصيانة مقدسات واسترجاع ما سلب منها، فهو يوم امل ورجاء,, ونستقبل العيد باضفاء البسمة على شفاه من وقفت لهم الايام بالمرصاد، فنساعد الفقير واسر المساجين، فمن واجب كل حي تفقد قاطنيه فيعرف الفقير والمسكين ومن حلت به مصيبة من حادث او مرض او دين، فاذا وقف رجال الحي مع محتاجيه حصل التكافل والتآخي وسرى الحب بين الجميع، وما المدينة الا مجموعة احياء, ونستقبل العيد بفرحة اطفالنا، فالعيد لديهم مرح وسرور ولبس ثوب جديد، فبفرحهم وسرورهم يعرف معنى العيد، فعلينا ان نجعل العيد لجميع اطفال المسلمين حتى لا تشعر فئة منهم بالانكسار وفقد معنى العيد,, ونستقبل العيد بالابتسامة والكلمة الطيبة والبعد عن الفحش والاخلاق السيئة والنزاع والشجار، فمن واجبنا نسيان ما يسيء الى هذا اليوم وابراز ما يعطيه حقه من مظهر سلام ومحبة ونستقبل العيد بتذكر من اقام شعائره من رجال الرعيل الاول مثل ابي بكر وعمر وعثمان وعلي، كما نتذكر في هذا اليوم من احرز نصرا للامة الاسلامية من مثل سعد بن ابي وقاص الذي فتح بفوزه في القادسية باب المشرق الاسلامي ومثل محمد بن القاسم الذي نشر الاسلام في السند والهند وموسى بن نصير الذي هدى الله به امم الشمال الافريقي وطارق بن زياد ناشر الاسلام في الاندلس وعبدالرحمن الغافقي المجاهد في مجاهل اوروبا، وصلاح الدين الايوبي كاسر شوكة الصليبيين وفاتح القدس، والظاهر بيبرس الذي وقف في وجه الغزو المغولي، ومحمد الفاتح ناشر الاسلام في الباب الشرقي لاوروبا,
ونستقبل العيد وفي نفوسنا احياء ذكرى فاتح الرياض قبل قرن من الزمان عبدالعزيز بن عبدالرحمن الذي وطد بفتحه ملكا وصان حرمة امة وكون مملكة عزيزة الجانب، فجزاه الله خير ما يجزي عباده الصالحين تجاه ما قدم لامته من مجد ورغد عيش وامن واطمئنان، وما مظهر هذا العيد الا جزء من الامن الذي تنعم به بلادنا في ظل قادة البلاد عبدالعزيز وأبنائه سعود وفيصل وخالد وفهد، فايامنا ولله الحمد كلها اعياد، وليالينا ولله الحمد كلها امجاد، وشهورنا في تتابعها تزف البشر والخير للعباد، وسنواتنا بالعطاء في كل واد,
فمرحبا بالعيد في ثوبه القشيب تزفه السعادة في بهجة للقلوب وراحة للنفوس ، يفرح به الصغير ويرتاح له الكبير فها نحن نمد ايدينا الى سعادته وتلهج ألسنتنا بفرحته، فالى كل نفس مؤمنة تهنئتي بعيد الاسلام اعاده الله على امتنا بالخير والسلام,
د, عبدالعزيز بن محمد الفيصل


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved