رؤى وآفاق
اعتدال الزمان
نحن في المملكة العربية السعودية ممن اعتدل لهم الزمان - ولله الحمد - اقول ذلك بثقة وامانة، وأستشهد عليه بواقع الشارع والسوق في المدينة، كما أستشهد عليه بهدوء القرية واطمئنان القاطنين والمتنزهين في الصحارى والاودية، فقد صام الناس شهرهم في يسر ووفرة في التموين، أحس بذلك المواطن والمقيم، وأدى الوافدون على مكة عمرتهم في خشوع لا يشوبه صخب، فلم يكدر صفو عبادتهم خلل في الامن او نقص في الغذاء، او شح في المسكن، بل سارت الامور في شهر رمضان في العاصمة المقدسة في طريقها الصحيح، وكما أراد لها الساهرون على الامن وراحة المعتمر، وتوافر تلك الامور فضل من الله منَّ به على هذه البلاد، فالشكر لله على ما أنعم به
ومما يثلج الصدر ان كل مرفق في هذه البلاد يتحسن اداؤه من سنة الى اخرى، فخدمات العمرة تقدمت على الاعوام الماضية، والتلفاز ادى واجبه في هذا العام فأصبحنا نسهم في ثقافة المشاهد محليا وخليجيا وهي خطوة الى الاسهام عربيا ودوليا فتحية لأولئك الرجال الذين احدثوا تلك النقلة الاعلامية في هذا المرفق الهام الذي شد المشاهد طيلة شهر رمضان، بل إن المشاهد فضله على غيره مع ان القنوات الاخرى متاحة بيسر وسهولة
ومن سمة اعتدال الزمان في هذا العام تواصل هطول الامطار وتوافر الفقع واكتساء معظم البلاد بربيع مبكر، مما اتاح للمتنزهين التمتع باجازة عيد الفطر في جو معتدل وخضرة كست الروابي والجبال
والآن وبعد ان تصرمت ايام الاجازة يستقبل طلابنا الفصل الثاني في نشاط المجد وحرص المثابر وعزم المتفوق، فقد مضت ايام الراحة واقبلت ايام العمل فلم يبق للطالب الا تجميع الدروس، وحمل الحقيبة والذهاب للمدرسة او الجامعة والاستماع الى الدروس، والعزم على التحصيل، والعودة من المدرسة بحصيلة يوم تحفظ ويضاف اليها حصيلة اليوم التالي، وهكذا حتى آخر يوم من أيام الفصل، فالنجاح والفلاح مع النشاط والتأهب للمستقبل والاستعداد للاختبارات في حينها، فمن جد وجد ومن زرع حصد، فالنتيجة مرهونة بتعهد البذور ورعايتها فلابد من البدء بنشاط، فالامور مهيأة والطرق ممهدة فلا عذر لمهمل ولا مكان لمتكاسل
ان هناك رجالا يعملون بصمت ويهيئون لك ايها الطالب الطريق السالكة التي توصلك الى العلم والتي توصلك الى مدرستك، فرجال العلم قد مهدوا الطريق فأعدوا لك المقعد والكتاب المدرسي، فهم يتقبلونك بعطف الابوة فقدر ذلك منهم، واعلم ان طالب العلم عليه واجبات تجاه اساتذته من اهمها الاحترام والتقدير والاستعداد للتحصيل، وهناك رجال آخرون يهيئون لك الطريق لتصل الى مدرستك سالما معافى وتعود الى بيتك في امان واطمئنان، انهم رجال الامن والمرور، فلهم منا الشكر والتقدير
ونتذكر ونحن في آخر ايام الاجازة اخوانا لنا لم يعرفوا الراحة فهم يعملون وغيرهم يمرحون، إنهم العاملون في الامن، في الحرمين الشريفين، وفي الاسواق، والطرق الخارجية، ومنهم العاملون في المطارات والموانىء، والمنافذ البرية، فعملهم يتضاعف في وقت راحة غيرهم، ومنهم العاملون في المستشفيات فهم يستقبلون المرضى واصابات الحوادث التي تزداد في مثل هذه الايام بسبب كثرة الحركة على الطرق، ولا ننسى العاملين في الصحافة الذين يقدمون لك وجبة شهية في كل صباح، فما عليك ايها القارىء إلا تناول الصحيفة والتمتع بقراءتها، ولتعلم ان خلف ذلك عمل جاد هيأ لك تلك الصحيفة فخرجت اليك في ايام العيد في أتم صورة واكمل زهيئة، فإلى اولئك العاملين في الاجازة على اختلاف مواقعهم نزجي الشكر والتقدير ونثمن لهم عملهم الجاد وصبرهم ومثابرتهم
د عبدالعزيز بن محمد الفيصل


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved