وقد كان صلاح الدين الايوبي لا يخطو خطوة في حروبه في الشام ومصرالا وقد مهد لها عن طريق مشورة اصحاب الرأي والفكر، وكان من ابرز كتابه القاضي الفاضل والعماد الاصبهاني وابن الاثير، وكان هؤلاء يكتبون الرسائل لصلاح الدين طلبا للمؤازرة او دفع الشر او تحييد الخصم وقد برع هؤلاء الكتاب في كتابتهم في مضمونها وشكلها وان كان القاضي الفاضل يتقدم على غيره في الكتابة بدليل اعجاب صلاح الدين بكتابته مما حدا به الى القول: انمانُصرت بكتابة القاضي ورسائل العماد في البشارة بفتح بيت المقدس تنبىء عن فكر جم وليس ذلك بمستغرب من عالم اديب ترك لنا اكبر كتاب في تاريخ أدب الحروب الصليبية وهو خريدة القصر وجريدة العصر وأعظم وثيقة في فتح القدس وهو كتابه الفتح القدسي
وفي تاريخنا الحديث في المملكة العربية السعودية مواقف فكرية ازرت القيادة وهذه المواقف الفكرية مبنية علىالعقيدة فالملك عبدالعزيز قائد محب للعلم فقد تعلم في صغره وصحب العلم والعلماء طيلة حياته ومع ذلك فهو يطلب المشورة من العلماء واصحاب الفكر والرأي ففي وقت الازمات يفسح المجال لاصحاب الرأي ويستمع الى الصغير والكبير، كما حصل في مؤتمر الرياض الذي حضره ثمانمائة رجل في مجلس واحد وقد استمع اليهم من بعد صلاة الفجر الى ما بعد الظهر ثم واصل الاستماع في الليل وفي عهد الملك فيصل تفاقمت الازمات وعلت الجعجعة واحاطت بالمملكة من كل جانب وهي جعجعة اصابت العرب في الصميم ومازلنا نحاول ترقيع ما احدثته من صدوع في الامة العربية وقد كان فكر التضامن الاسلامي علاجا ناجحا لتلك الازمة وقد اعتمد خادم الحرمين الشريفين في أزمة اجتياح الكويت على فكر الشرعية وهو فكر ثابت وقد حاول فكر الجعجعة على فكر الشريعة وهو فكر ثابت وقد حاول فكر الجعجعة ان يجد قاعدة يتكىء عليها فلم يوفق ومازلنا نعيش ذيول تلك الجعجعة
د عبدالعزيز بن محمد الفيصل