رؤى وآفاق
التوفيق من الله
ما أكثر البذل! وما أكثر تلمس الحلول لأزمات الحج! إن الغاية خدمة الحجاج، والهدف تيسير أمر الحج، فهل يتحقق ذلك؟ نؤمل ونتمنى، ونرفع اكف الضراعة الى المولى القدير ان يحفظ الحجاج ويعيدهم إلى بلادهم بعد أداء نسكهم في أحسن حال، اللهم استجب دعاءنا، في هذه الأيام المباركة التي يجتمع فيها المسلمون في منى، مؤملين في اكمال حجهم متوجهين الى ربهم بالدعاء والتقرب له بتنفيذ ما أمر به من الرمي, إنها أيام مباركة يتوارى فيها الشيطان، ويتآزر فيها عباد الرحمن، فهدفهم واحد وهو التسابق في العبادة، فقد ضمتهم منى في أخوة إسلامية، فالمسلم أخو المسلم، لا فرق بين من جاء من أمريكا او جاء من الصين والفلبين، إنها اخوة في الله جردتهم من دنياهم فهمهم العبادة، وشغلهم تأدية النسك، هَمٌّ واحد يجول في ذهن كل حاج هو الرمي وتأدية النسك، إنه مشهد عظيم على رقعة من الارض يتعذر علينا أن نجد مثله في أي بقعة من العالم، إن سكان أي مدينة يتحركون في اتجاهات مختلفة وهموم مختلفة، أما هؤلاء الجموع في منى فقلوبهم معلقة بالله، وألسنتهم تلهج بذكره، وأقدامهم تسير في وجهة واحدة، فما أعظمها من أيام وما أجلها من شعائر، قلوب متآلفة، وأجسام متقاربة، وخطى واثقة في مسيرها، وأمل متجدد في مغفرة من الله ورضوان إن شاء الله، اللهم يسر لهذه الجموع مطلبهم وهو إكمال حجهم على الوجه الشرعي، فقد جاءوا من بلاد بعيدة ، واعدوا لهذا اليوم عدته, أما نحن في هذه البلاد المملكة العربية السعودية فخدم لهذه الجموع، وقائدنا خادم الحرمين الشريفين يتشرف بخدمة بيت الله، ويبذل كل ما في وسعه لتحقيق تلك الخدمة، فها هو يقترب من الحجاج، ويستقر في المشاعر للإشراف على كل صغيرة وكبيرة من أمر الحج والحجاج، وكل ما تملكه الدولة يسخره - حفظه الله - في خدمة الحجاج:
لا زال يصحب رأيك التوفيق
أبدا وفأل بالنجاح حقيق
الله أعطاك الذي لم يعطه
أحداً وأنت بما أخذت خليق
ورجال الدولة يجتهدون في تيسير امر الحج، فخطط السير توضع قبل وصول الحجاج إلى المشاعر، والتفكير في إيجاد حل لمساكن الحجاج مستمر، فهذه الخيام المقاومة للحريق بدأت تحل محل الخيام القديمة، ولما ظهر ضرر الغاز استبدل بغيره، فقد كان الغاز عاملا من عوامل انتشار الحريق، فالتفكير الدؤوب يجعل كل موسم أفضل من الموسم السابق,
إن العيد يمر بنا في المملكة العربية السعودية مرورا سهلا فالكل مشغول بأمر الحج، فقادة البلاد يستقبلون العيد وهم في عمل ومتابعة، ومع ذلك يستقبلون المهنئين، فخادم الحرمين الشريفين يتقبل التهاني بالعيد وهو في ارض المشاعر، أعاد الله عليه عيد الاضحى وهو يرفل في ثوب الصحة والعافية,
هنيئا لك العيد الذي أنت عيده
وعيد لمن ضحى وسمى وعيّدا
إننا نبتهل إلى الله ان يحفظ قائد المسيرة، ويحفظ لهذه البلاد امنها، فأمنها أمن للعالم الاسلامي بأسره، فهي راعية الحرمين، وساهرة على رعاية الحجاج، والأدلة على ذلك كثيرة، فعندما يحدث حريق فإن ولي الأمر يأمر الجهات المعنية بسرعة التصرف، فيسرع رجال الدفاع المدني الى إخماد النار، وتستبدل الخيام التالفة بجديدة، وتؤثث مساكن الحجاج، وتهيأ، في اسرع وقت، وقد شوهد ذلك في العام الماضي القريب, ومع كل ما ذكرت، وما عرضت ، من اهتمام الدولة بأمن الحج والحجاج، فالتوفيق من الله عز وجل,
د, عبدالعزيز بن محمد الفيصل


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved