وإذا كان العمل الأدبي يجد طريقه الى القلوب سهلاً ميسراً في العصر الجاهلي والعصر الاسلامي، فإن هذا الطريق اعتراه شيء من الوعورة في العصر العباسي، عندما تساهل بعض الأدباء بخيوط التواصل، فأقحم في عمله الأدبي شيئاً من الثقافات الأجنبية مثل ابي نواس في قوله:
سَخُنتَ من شدة البرودة ح
تى صرت عندي كأنك النار
لا يعجب السامعون من صفتي
كذلك الثلج بارد حار
فليس في الثقافة العربية شيء يسخن من شدة البرودة، ولم يعرف العرب ان الثلج بارد حار, وعندما قال أبو تمام:
رقيق حواشي الحلم لو ان حلمه
بكفيك ما ماريتَ في أنه بُرءُ
ما فهم قوله لأن الحلم يوصف بالرجحان والعظم والرزانة والثقل، اما اذا وصف بالرقة فهو ذم كما قال عياض بن كثير تنابلة سوق خفاف حلومهم ومن وصف الحلم بالثقل قول الفرزدق أحلامنا تزن الجبال رزانة,
د, عبد العزيز بن محمد الفيصل