رؤى وآفاق
عسير أمرها يسير
عسير جزء من مملكتنا الغالية، فهي عزيزة على نفوسنا، دانية من قلوبنا، وقد أراد الله لهذا الاسم ان يتحول الى ضده؛ فتسهل أمور هذه البلاد، وكان مفتاح السهولة ان توجه اليها تفكير رائد التضامن الاسلامي جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز، فوجه اليها نجله صاحب السمو الملكي خالد بن فيصل بن عبدالعزيز، في وقت كان فيه الامير المحبوب شعلة من النشاط الرياضي والادبي، فمكتبه منطلق تقويم الشباب في النهار، وداره النادي الادبي الاول في مدينة الرياض، وقد نهض الأمير الشاب بعمله الجديد في عزم الشباب ودراية الكهول، فما ان حل بأبها حتى حل بها الخير والنماء، فنزعت الملكيات باسعار مرتفعة، فملأت النقود كل يد، وزادت عن الحاجة، فنشطت التجارة، وازدهرت المدينة، وما هي إلا سنوات قليلة حتى اصبحت أبها تطاول جدة في اسواقها وتجارتها, ولكن هل يقف طموح امير البلاد عند حد، وهو أمير الشعر، وأمير الخطابة؟ لا! لقد كان يعمل ليل نهار لمصلحة عسير، وتطوير الريف قبل المدينة، فشقت الطرق في الجبال، وسهل أمرها، أقول سهل أمرها لأن فتح طريق يبلغ طوله عشرة أكيال يمكن ان يصرف النظر عنه، وتعبد طرق في وسط المملكة او شرقها بتلك المبالغ الكبيرة قد تبلغ خمسمائة كيل، فعشرة أكيال في جبال السراة يقابلها خمسمائة كيل، ومع ذلك فان نظرة الأمير الى السياحة، ومن ثم الوصول الى قمم الجبال، ووصلها بقاع الوادي، اقول ان تلك النظرة هي التي دفعته الى التصميم، والعزم، على فتح عدد غير قليل من العقبات التي قد يغني بعضها عن بعض، فتيسر امور الصرف على تلك العقبات قد يقترن بالمعجزات، ومن يستمع الى وزير المواصلات في قراءته لآلاف الملايين التي صرفت على عقبات عسير يعلم علم اليقين ان هذه البلاد قد تيسر أمرها في هذا الجانب الى درجة متقدمة قد يغبطها عليها كثير من اجزاء مملكتنا المترامية الاطراف، ومسعى صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل لدى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين والنائب الثاني لم يقف عند فتح الطرق، وانما تجاوزه الى جميع المرافق، ففتحت المدارس في الجبال والاودية، واقيمت السدود في الاودية، وحفرت الآبار، وسد وادي بيشة العظيم شاهد على ما تبذله الدولة وما تسعى اليه من توفير الماء للمنزل والمزرعة، وعلى الرغم من البذل السخي على بناء هذا السد الذي يعد من اعظم السدود في الجزيرة العربية فإن ماء البحر المُحَلَّى اندفع في الانابيب، وأخذ في الصعود من سهل تهامة الى قمم السراة، وحضر ولي العهد الى هذا الجزء من بلاده ليشارك الاهالي في فرحتهم بالماء، واذا كان الماء قد توفر في قمم الجبال فان الكهرباء قد انارت كل بيت، وقد استمعنا في العام الماضي الى تصريح المسؤول في الكهرباء يقول: ان العائد قليل في مقابل الصرف على مشاريع الكهرباء، ولكن ألم نقل: ان عسير أمرها يسير, وَتَسَهَّلَ أمر عسير في اصدار صحيفة الوطن التي ستنضم الى اخواتها في القريب العاجل ان شاء الله، وتلك الصحيفة ثمرة من ثمار جهود امير عسير، فهو موفق الى كل ما فيه الخير لبلاد عسير، وحظيت عسير في ايامنا هذه بزيارتين لولاة الامر الاولى زيارة صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز، التي جاءت بعد رحلته العلاجية، التي اثمرت ولله الحمد، فشفي مما ألَمَّ بركبته حفظه الله ووقاه من كل شر، والثانية زيارة ولي العهد الامين صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز، وهي زيارة ميمونة زفت البشرى بافتتاح الجامعة الثامنة في بلاد عسير، وستحمل تلك الجامعة اسم الملك خالد غفر الله له, ان افتتاح جامعة في جزء من بلادنا العزيزة يعني امورا كثيرة؛ منها اهتمام ولاة الأمر بهموم الناس في كل مدينة وقرية، ومنها نمو التعليم في المملكة العربية السعودية الى درجة متقدمة، ومنها تخفيف الضغط على الجامعات المتمثل والمشاهد في ايام القبول,
سدد الله خطى ولاة الأمر الى ما فيه الخير لكل بقعة من مملكتنا الغالية,
د, عبدالعزيز بن محمد الفيصل


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved