رؤى وآفاق
دليل المملكة السياحي
السياحة الداخلية لها نصيب من اهتمام المواطن يزداد كل عام وما أظن أن هذا الاهتمام استغل من قبل رجال الأعمال، والمصالح التي لها علاقة بالسياحة الاستغلال الملائم، فإذا لحظنا شيئاً من الاهتمام في بعض مناطق المملكة فإن الإهمال يوجد في مناطق أخرى، إن السياحة لها مستقبل طيب في بلادنا وهي جديرة بانشاء وزارة ترعى شؤونها وتنميها وتطورها، فالسائح اليوم يبحث عن دليل شامل للسياحة في المملكة العربية السعودية يجد فيه مناطق الاعتدال في الصيف، والسواحل الدافئة في الشتاء، والجزر الهادئة والجبال المشهورة، ومناطق الآثار، كما يجد فيه الطرق الموصلة إلى المناطق السياحية، وأماكن السكن، وأرقام الهواتف؛ يبحث عنه فلا يجده، إننا لا ننكر ما تقوم به الصحافة في مواسم معينة من نشر دليل سياحي لمدينة أو منطقة، ولكن ذلك لا يكفي, وقد نعلل عدم وجود هذا الدليل بتعدد الجهات المسؤولة عن السياحة، إن وزارة الحج لها سمتها الدينية، وليس من الملائم انشاء وكالة في الوزارة تعنى بشؤون السياحة، وبناء على ذلك فإن رعاية السياحة من قبل وزارة مستقلة أمر يفرضه الواقع، والتطور الذي تشهده البلاد في جميع المجالات,
إن السياحة مجال عمل لفئة من السكان، وهذا ما نلحظه في كثير من البلاد، ومن أشهرها مصر وتركيا واليونان وأسبانيا وبلادنا غنية بما يتطلع إليه السائح، وسكان المملكة يزدادون سنة بعد أخرى، وبحث الشباب عن عمل في ازدياد، ومن هنا يكون الاهتمام بالسياحة مقدما على غيره,
لقد كانت الزراعة مجالا واسعا للعمل، فاندفع إليها كثير من الراغبين فيه، ولكن الماء حد من التوسع فيها، فقد نضبت عيون الأفلاج وتحولت عيون الخرج إلى آبار واحتاجت عيون الاحساء والقطيف إلى المضخات، وقل الماء في مناطق الآبار، ومع أن الدولة حاولت بكل ما تستطيع الاعتماد على التحلية في مياه الشرب للمناطق المختلفة، ومع ذلك فإن الماء لم يسعف المزارع، فتقلصت الرقعة الزراعية، واتجه العاملون فيها إلى أعمال أخرى,
والصناعة مجال واسع لليد العاملة في المملكة العربية السعودية وهي في تطور وتوسع، تشهد لها مصانع الجبيل وينبع، والمصانع المقامة في ضواحي المدن، ولكنها - مع ذلك - لن تستوعب كل راغب في العمل، فالسياحة مجال آخر قابل للتوسع؛ فهناك سياحة الصيف في المناطق المعتدلة مثل الطائف والباحة وأبها وهناك مناطق يمكن أن تلحق بتلك مثل نجران، وحائل وتبوك، فسياحة الصيف أتاحت لرجال الأعمال استثمار أموالهم في الفنادق والشقق المفروشة والأسواق ومحطات الوقود، وهذه المنشآت ستتيح العمل في القريب العاجل للشباب الراغبين فيه, وهناك سياحة الشتاء على امتداد الساحل الغربي، وهذه السياحة وإن كانت في طور النشأة إلا أنها في تطور، ورأس المال الوطني متجه إليها، وهناك السياحة البحرية التي لم تستثمر بعد الاستثمار الكامل، فلدينا سواحل تمتد آلاف الأكيال، ولدينا جزر كثيرة تنتظر المتنزهين، وتنفرد سواحل المملكة وجزرها بالتنوع، فالساحل الغربي الجنوبي دافىء في الشتاء فهو متعة للراغبين في النزهات البحرية شتاء، وبقية السواحل والجزر ملائمة لهواة البحر صيفا,
ولدينا سياحة على مدار العام تتمثل في الآثار؛ في الشمال الغربي من المملكة من خيبر جنوبا حتى تبوك شمالا، ومنها آثار تيماء ومدائن صالح والبدع، وهناك آثار دومة الجندل وهي آثار شاخصة صمدت أمام تقلبات الجو آلاف السنين,
وفي شمالي المملكة آثار جديرة بالزيارة من آبار وحصون في حائل وما حولها، وفي المنطقة الوسطى والشرقية كثير من الآثار، وتشتهر نجران في الجنوب بآثارها المتميزة,
إن الإستثمار في السياحة وطنية وربح، فأموالنا اليوم تستنزف عن طريقين، طريق العمالة وطريق السياحة الخارجية فلو نجحت السياحة الداخلية في جميع مجالاتها لوفرت على البلاد البلايين، وأتاحت لشبابنا فرصة العمل,
د, عبدالعزيز بن محمد الفيصل


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved