ذرف
يكتبها هذا الاسبوع حسين المناصرة
اشكاليتان
ثمة اشكاليات سلبية فعلية اضحت تواجه ثقافتنا الابداعية والنقدية مؤخرا، مما يجعل من العلاقات الثقافية بين مثقفينا ومبدعينا تعيش وضعية التأزم والتشرذم والانتحار,, وسأكتفي هنا بطرح آفتين:
1- ثقافة الصنمية: تعودنا على ان ننحت اصنامنا بأيدينا، فيبقى الشاعر الكبير شاعرا كبيرا مهما تدنس باللاشعر,, ويبقى الناقد الكبير ناقدا كبيرا مهما وصفه الصغار!! بالهذيان,
من هذا بقي ادونيس كبيرا,, وبقيت كتابة كاظم جهاد عن سرقاته مغطاة بعشر طبقات من الهوامش القربانية على غرار طلب بعضها على لسان كمال ابو ديب بأن تكون هناك مؤسسة عربية شبيهة بالجامعة الاكاديمية الكبرى لدراسة كافة جوانب ادونيس الثقافية والسيرية,, في حين كان ابو ديب وادونيس واخرون غيرهم من المتطفلين على كوهين في كتابه عن اللغة الشعرية,, وعندما ترجم محمد العمري من المغرب هذا الكتاب بقي منظرو الشعرية اصناما,, بل ان ناشر الكتاب المذكور حذف منه بعض كلام المقدمة الذي يكشف فيه العمري تعمد السطو ,, ومؤخرا سمعت على لسان احد النقاد العرب الكبار ان ترجمة كتاب نقدي مهم من الغرب تسقط عشرين ناقدا عربيا!! وبكل تأكيد المسألة فيها مبالغة!! فالامر ليس الى هذه الدرجة!!
2- السباحة الثقافية: بعضنا ممن تسلم الركن الثقافي في صحيفة او مجلة اصبح مثل نجوم الطرب، ونجوم الطرب هؤلاء يصبحون نجوما بعد اغنية او اغنيتين، مثل صاحب اغنية يا سعد رغم أنها مسروقة على حد زعم مغنيها الاصلي,,
ما اردت ان اقوله هنا هو ان بعض اشباه مثقفينا يسبح في شبر من الماء، لكنه يمارس ثقافة السباحة في بحر، لذلك تصبح ثقافته النقدية التغطوية على رأس انفه، يصنف ما شاء له ان يصنف,, ويشتم ما شاء له ان يشتم، ويمعير اللغة ما شاء له ان يمعير,, ويرى بالتالي هذا المسكين نفسه على قمة هرم خفرع ، والاخرين يتطايرون في فضاء وادٍ بلا قرار!!
ما بين الصنمية والسباحة الشبرية مسافة ضيقة!!
ونقول: رحم الله مبدعا عرف قدر نفسه!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved