رؤى وآفاق
أُخُوّةٌ وتعاون
شعوب الخليج تجمعها الأخوة قبل قيام مجلس التعاون الخليجي والاخوة يتبعها التعاون الذي كان قائماً بين المملكة العربية السعودية وأقطار الخليج منذ زمن
بعيد، وأهم وجوه هذا التعاون تبادل الخبرات في القضاء، الذي كان قائماً بين المملكة وقطر، وبين المملكة ودولة الامارات، وقد احتضنت دولة الامارات المعهد
التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود، الذي تحوّل الى كلية للشريعة واللغة العربية، وبرز التعاون في بناء النهضة الشاملة؛ ومنها بناء الطرق الذي تمثل في
بناء الطريق الذي ربط الامارات، وفي بناء جسر الخليج الذي ربط المملكة العربية السعودية بدولة البحرين، بحيث انطلقت السيارات من المنطقة الشرقية في
المملكة الى البحرين اول مرة في التاريخ، وكانت وسيلة التنقل قبل ذلك القوارب، والسفن الصغيرة التي تمكث في الطريق اربع ساعات او خمس ساعات، اما الآن فقد
اختصر الزمن الى ساعة، وبرز التعاون بين دول الخليج في الاقتصاد، فالتبادل التجاري وتسهيل مرور البضائع، وإتاحة الفرصة لأبناء الخليج للعمل في التجارة في
جميع اقطاره نشط العمل التجاري، وفتح الباب امام الباحث عن عمل من ابناء الخليج، فازدهرت التجارة، واشتهرت مراكز تجارية لم تكن معروفة من قبل، وفي مدينة
الرياض اليوم متاجر عديدة لاخواننا ابناء الخليج، وتلك المتاجر عنوان الاخوة وسمة التقارب بين ابناء الخليج, والتعاون في مجال التعليم قائم بين دول مجلس
التعاون في التعليم العام وفي الجامعات، فقد أنشئت جامعة الخليج في البحرين بدعم من دوله، وفي كل جامعة من جامعات الخليج اليوم طلاب من اقطار الخليج
المختلفة، والتعاون العسكري قائم قبل قيام المجلس، وكان أساسه النَّخوة العربية التي لا تترك مجالاً للتراخي، وبعد قيام المجلس قوي التعاون العسكري وقد
تمثل هذا التعاون في وقوف دول الخليج مع دولة الكويت، فقد وقف الخليج برمته صفّاً واحدا، ودخل الميدان لاسترجاع ارض الكويت من مغتصبها، فحرب الخليج أبرزت
التعاون بين دوله في المجال العسكري، وقد كان لذلك التعاون نتيجة طيبة أعادت الارض لأصحابها، وبالاضافة الى المجال العسكري فإن مجلس التعاون مثّل التعاون
بين دول الخليج في وجوه مختلفة، وهو يخطو في كل يوم خطوة الى الامام في تقارب دول الخليج وتعاونها، وآخر خطواته تكوين الهيئة الاستشارية التي يمثل المملكة
فيها رجال عرفوا بخبراتهم الواسعة في مجال الاقتصاد والتجارة والقانون وهم: محمد العلي أبا الخيل وزير المالية والاقتصاد الوطني السابق، والدكتور سليمان
عبد العزيز السليم وزير التجارة السابق وعبد العزيز القريشي محافظ مؤسسة النقد السابق وإياد مدني عضو مجلس الشورى وبكري صالح ابو بكر شطا عضو مجلس الشورى,
ومن أوجه التعاون بين دول المجلس الزيارات الرسمية والخاصة، وهذه الزيارات موجودة قبل قيام المجلس، فقد كان الملك عبدالعزيز في شبابه يقوم بزيارة المريض
من آل صباح وآل خليفة وآل ثاني، وقد كانوا يقومون بزيارته اذا علموا بوجوده في المنطقة الشرقية، وقد سار ابناء الملك عبد العزيز على سيرة والدهم، وما
زيارة صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيز لدولة الامارات في هذه الايام الا امتداد لتلك الزيارات التي سنها المؤسس الأول الملك عبد العزيز, وقد
تجلت الأخوة في الاستقبال الحافل لسموه من قبل رئيس الدولة وشيوخ الامارات، وقد سُطِّر النثر ونُظِّم الشعر للترحيب بسموه، ومن الشعر قصيدة محمد بن راشد
آل مكتوم )زارنا في دارنا بحر الرياض( التي تفيض بالحب والتقدير، وتتضمن الأخوة القائمة التي نجدها في قوله: )يا أخو زايد لذي به الانتهاض(,
وخلف الزيارات والتقارب الترابط الاسري، والتوحد الثقافي، والنمط المعيشي، وتذوق الأدب الشعبي، فالقاعدة عريضة ومساحة التقارب منداحة امام الأجيال، فكلما
خطونا خطوة الى الامام طمعنا فيما هو افضل لشعوب الخليج,
سدد الله الخطى الى ما فيه خير دول المجلس، فهي لبنة في بناء الأمة العربية التي هي بدورها جزء من العالم الاسلامي، ولا قوة للكل الا بتماسك الأجزاء,
د, عبد العزيز بن محمد الفيصل


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved