رؤى وآفاق
عَطَاءٌ مُتجَدِّد
المتتبع لأفواج الخريجين منذ سنوات يلحظ تجدد العطاء التعليمي والمعرفي والثقافي في مدارسنا وجامعاتنا، ففي كل سنة يحصل تميز وعطاء جديد، ولا يظهر هذا إلا
بالموازنة والمقارنة والمتابعة، ولذلك فإن صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز في رعايته لحفل التخرج في جامعة الامام محمد بن سعود لحظ ذلك عندما
قال: قارنوا بين الرباط في دخنة في الستينات وما وصلت إليه جامعة الامام في هذا العام، فالذين كانوا يدرسون في مسجد الشيخ ويسكنون في الرباط هم نواة طلبة
جامعة الامام، وما قاله الأمير سلمان من الموازنات التي تبين القفزات في التعليم الجامعي، فنحن اليوم ولله الحمد ننعم بمبان مكتملة، وأدوات تساعد المتعلم
على التعليم، وقد جدَّت مجموعات من الخريجين، يلحظها المشاهد في حفل التخرج، هي مجموعات الدكتوراه والماجستير، وهذه المجموعات تمثل عطاء جديدا من بعض
جامعاتنا, ومن التجدد في العطاء التعليمي وجود كليات التقنية التي استوعبت اعدادا كثيرة من الطلاب، ونهجت نهجا جديدا، وقد اهتم ولاة الامر بهذه الكليات،
وعدّوها من جديد التعليم، ودعموها بكل ما من شأنه تطورها من سنة إلى أخرى، بالاضافة إلى الدعم المعنوي، حيث رعى صاحب السمو الملكي الامير سلمان حفل
التخرج، وحث الطلبة على مباشرة الحرف، وقال: يجب ان نشتغل ونباشر العمل بأيدينا، لاننا اصحاب البلاد، والعمل عملنا، ووقوف الامير سلمان بين الخريجين له
دلالته الخاصة، التي هي الحث على العمل، وتشجيع الشباب على التوجه الى الكليات التقنية، فالمستقبل ان شاء الله لهذه الكليات, ومما يمثل تجدد العطاء انشاء
كليات خدمة المجتمع في عدد من المناطق، وهذه الكليات في طور التكوين، ولكن التوجه إليها يدل على الاهتمام بأمور مجتمعاتنا في كل مناطق المملكة, ومن العطاء
الجديد الذي يقف عليه طالب العلم في جامعاتنا كثرة الرسائل الجامعية، من دكتوراه وماجستير، فالقليل من تلك الرسائل طبع، والكثير لم يطبع، وقد انشئت اقسام
في مكتبات الجامعات تعتني بحفظ هذا الانتاج، الذي اصبح يمثل مكتبة مستقلة، وتلك الرسائل تحوي فكرا خاليا من الشوائب، لأنها نتاج عقول ابناء هذه البلاد،
الذين عملوا باخلاص لدينهم، وخدمة وطنهم,
ولاشك ان تلك الرسائل قاعدة صلبة سيتفرع عنها الكثير من الانتاج الفكري المتنوع، وقد وعى المشرفون على تلك الرسائل ما يتخبط فيه الفكر العالمي من جهالات
فتجنبوها، ووجهوا طلابهم إلى طرق النجاة، التي أوصلتهم ولله الحمد إلى بر الامان, إن التعليم في بلادنا ولله الحمد يتصف بالنزاهة والبعد عن السفسطة،
والمماحكات المنطقية، التي لا توصل إلى نتائج طيبة، وإنما تبعث النزاع والفرقة وتباعد القلوب، وهذه النزاهة مصدرها المعلم في مدرسته، والاستاذ في جامعته،
فهما يعطيان بسخاء، ويجودان في غير حدود، في حرص منهما على سلامة النشء وانضباط الشباب، ان مهمة المعلم مهمة سامية لايدرك خطرها إلا اصحاب العقول النيرة,
وإذا كان ولاة الامر قد اهتموا بالتعليم، وتوجيه شباب الامة إلى ما فيه صالح الوطن والمواطن، فإن مشكلة المعارف والثقافات - اليوم - قد تقسمت الى مشكلات،
وهذه المشكلات تتمثل فيما يقرؤه القارئ في الصحيفة والمجلة، وما يتلقاه المتلقي من القنوات الفضائية بالاضافة إلى بعض الكتب التي تصل إلى يد القارئ من هنا
وهناك, ونحن لا ننكر ما يدور من نقاش حول مسألة ما في قاعات الجامعات، فالاستاذ قد يضطر إلى بسط المسألة في مجال الرد، فيمتد النقاش من قبل الطلبة إلى ما
هو أبعد من صلب المسألة، ولكن ذلك قليل إذا قيس بالوافد على فكر البلاد عن طريق القنوات الفضائية,
د, عبدالعزيز بن محمد الفيصل


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved