حمداً لله على سلامة القائد
ما إن سمع الناس بدخول خادم الحرمين الشريفين المستشفى التخصصي في مدينة الرياض حتى اشرأبت نفوسهم الى معرفة حالته الصحية، فكل القلوب تبتهل الى الله
بالدعاء لقائد المسيرة بأن يمنحه الصحة والسلامة الدائمة ، ومع ذلك فهي تتوق الى اخذ الخبر من مصدره ، فصحة القائد صحة لكل فرد في هذه البلاد، وقد زف بشرى
سلامة القائد ولي العهد الامين صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز في الحفل الذي اقامه ابناء امارة الباحة، عندما اخبرهم بان الفهد يرفل في
ثياب الصحة، وقد كان للخبر وقعه في النفوس في ابناء الباحة خاصة، ثم في ابناء المملكة العربية السعودية عامة، فهو خبر يثلج الصدور ويريح النفوس عن البحث
والتقصي، وقد عمت البشرى وسرى الفرح في المدن والقرى والبادية,
أيها المليك لقد سعيت للدنيا وللآخرة، فذراع تبني الدنيا وذراع تبذل في سبيل الاخرة، لقد اسهمت في بناء العقول عن طريق نشر التعليم منذ ان كنت وزيرا
للمعارف، فسعيت الى فتح المدارس عندما كان الناس لايقبلون على التعليم، ومع ذلك فان الرؤية البعيدة تحفزك الى تيسير العلم للجاهل به، وقد كان لك ما أردت
من التوسع في التعليم، الذي ولج الى القرى البعيدة، على الرغم من وعورة الطرق، وصعوبة وصول المعلمين الى تلك القرى، ان النفس الكبيرة لا ترضى بأنصاف
الحلول ، ولذلك فان مسيرة التعليم تجاوزت العقبات، وفتحت اول جامعة في الجزيرة العربية واليوم ولله الحمد نجني ثمار غرس القائد، فقد غصت الجامعات
بالمتقدمين اليها، ولم يقتصر التعليم على فئة دون اخرى، فالفتاة تنافس الشاب في التحصيل، وفي اقتحام سوق العمل، وكل ذلك من ثمار نشر التعليم في انحاء
المملكة, اما الذراع التي تبذل في سبيل الآخرة فقد شهد لها القاصي والداني، فها هي المساجد التي اقمتها في ارجاء الدنيا تشهد لك، وما مسجد لوس انجلس ببعيد
عنا، وقد حضر افتتاحه جمع غفير من ابناء هذه البلاد ومن انحاء البلاد الاسلامية، وقد كان لنجلك الشاب الامير عبدالعزيز الاثر الملموس في ابراز هذه الاعمال
الجليلة الى مجال الاستفادة منها، ومباشرة العبادة فيها، فسعى الى ارضاء والده، وسار الى اقصى الدنيا، حيث افتتح مسجد لوس انجلس المذكور، ثم طار الى
ادنبرة فافتتح مسجدها، فلم يتوان، ولم يتأخر في ابراز العمل الصالح الذي اراده والده، وبجوار تلك المساجد مراكز اسلامية تعلم القرآن، والعلوم الدينية، وقد
انتظمت المراكز الاسلامية مدن العالم، بل ان الاقليات الاسلامية كان لها نصيبها من بذل خادم الحرمين الشريفين,
ولا ننسى المساجد في داخل مملكتنا الحبيبة فمسجد خادم الحرمين في الخرج، ومسجد القائد في نجران من المساجد الكبيرة التي تقام على نفقة خادم الحرمين
الشريفين، أثابه الله على أعماله الجليلة,
ايها القائد العظيم ان كل متعلم انقذته من الجهل يدعو لك بالسلامة الدائمة، ويمتد الدعاء ليرتفع من كل لسان، ففي كل مدينة وقرية ألسن تلهج بالثناء؛ فهذا
نازح من البادية وفرت له مسكنا، وذاك مريض سهلت له امر علاجه، وآخر يسرت له الوصول الى بلدته بتعبيد الطريق، والمزارع هيأت له ما يساعده على حرث ارضه, ولا
ننسى وفود الحجيج التي تؤم هذه البلاد وتتذكر الامن وتيسير السبل، فهي تدعو لك بالخير والسلامة، فالخير اليوم يصل الى كل بقعة في الارض، واعمالك الخيرة في
عمارة البيت ومسجد رسول الله شاهدها الحجاج من كل صقع ومن كل بلد، واصحاب الجوائح الذين عوضتهم عن مفقوداتهم في خارج المملكة، في الصومال والبوسنة وغيرهما
يدعون لك بالصحة والسلامة,
اللهم احم مليك البلاد وصنه من كل مكروه، اللهم امنحه الصحة والعافية، اللهم ألبسه ثوب صحة يرفل فيه وأبعد عنه كل سوء، اللهم سُرَّنا بنبأ خروجه من
المستشفى في أقرب وقت وهو في أتم صحة وعافية، انك سميع الدعاء,
د, عبدالعزيز
بن محمد الفيصل


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved