رؤى وآفاق
ويبدأ العام الدراسي بأعبائه
أعان الله رب الأسرة، فها هو العام الدراسي يبدأ بأعبائه المختلفة والمتنوعة فالحوانيت القرطاسية تعرض كل جديد من الحقيبة الجديدة الى القلم الفاخر،
والطالب عندما يقف امام المعروضات المغرية فانه يندفع الى جمع ما يلزمه وما لا يلزمه غير ملتفت الى قيمة ما جمع فالمهم الحصول على ما يشرفه في مدرسته وبين
اقرانه فهكذا يبدأ العام الدراسي بنشاط تجاري وارهاق اسري, ويا ليت ما يشتريه الطالب في بداية العام الدراسي يكون له عوناً له على التحصيل ومتابعة الدروس
ولكنها عادة استحكمت لدى الطلاب بدون اي مردود فالطالب في دراسته تتنازعه المغريات فالاطفال يرغبون في رؤية برامج الاطفال المختلفة والشباب اسرتهم
الفضائيات فمن اين يجد الطالب الوقت للمذاكرة؟! ان المذاكرة في المدارس وحل الواجبات في قاعات الدرس قد يُلجأ اليها اذا استمر البث الفضائي على ما هو عليه
من الاغراء والتنوع، فهيئة التدريس في المدرسة لديها القدرة على توجيه الطلاب اكثر من قدرة البيت فالابناء والبنات قد لا يصغون الى والدهم او والدتهم
ولكنهم يصغون الى المعلم وينفذون امره واذا كان بدء العام الدراسي عبئاً ثقيلاً على الاسرة فقد اضيف اليه عبء آخر في السنوات الاخيرة الا وهو عبء قبول
الشاب او الفتاة في الجامعة فمنذ سنوات ليست بالكثيرة ما كانت الأسرة السعودية تحمل هذا الهم الدائم وهو هم القبول في الجامعة الذي تحول في السنوات
الاخيرة الى غول مخيف، فلم تعد الفرحة هي فرحة النجاح وانما الفرحة هي فرحة القبول في الجامعة, لقد استبشر كثير من الناس بالكليات الأهلية التي ستحل -ان
شاء الله- بعض ما يعانيه طالب القبول في الجامعة وعدوها خطوة موفقة في سبيل حل مشكلة القبول، ولكن تلك الكليات لن تحل المشكلة برمتها فالنمو السكاني يحتاج
الى خطوات متتابعة تتآزر فيما بينها وتتعاون على توفير مقعد لكل راغب في الدراسة الجامعية وبما ان النمو السكاني في المملكة العربية السعودية من اعلى نسب
نمو السكان في العالم يضاف الى ذلك رغبة الأسرة السعودية الملحة في التعليم الجامعي ويمكن ان نضم الى النمو السكاني ورغبة الأسرة السعودية في التعليم
الجامعي ندرة العمل للشاب والفتاة بعد الحصول على الشهادة الثانوية هذه الأمور الثلاثة تفرض على الدولة التوسع في التعليم الجامعي وارى ان تضمن كل خطة
خمسية انشاء جامعة وان كانت كلياتها متفرقة، فيمكن ان تكون تكلفة الكلية في حدود تكلفة المدرسة الثانوية لقد تخرجت افواج في كليتي الشريعة واللغة العربية
وهما في مبناهما القديم في البطحاء، وتخرجت افواج في كليات الآداب والعلوم والتجارة وتلك الكليات في مباني متواضعة في الملز فليس بالضرورة ان تكون مباني
اي جامعة تنشأ في المستقبل في هيئة مباني جامعة الملك سعود، او مباني جامعة الامام محمد بن سعود في مدينة الرياض,
انني لست مع الذين يرون قصر الدراسة الجامعية على النخبة فذلك يلائم بلاداً اخرى غير بلادنا فما دام ان الشاب يرغب في التحصيل فلماذا لا نفتح المجال
امامه, ان العمل ليس بالأمر السهل فهناك شباب يحملون الثانوية ويشتغلون بألفي ريال وبأقل من ذلك فكيف يندفع الشاب الى العمل في مثل هذه الظروف,
لا يعرف الشوق الا من يكابده
ولا الصبابة الا من يعانيها
ان البيت الذي يحوي شاباً لم يقبل في الجامعة او فتاة لم تحصل على قبول في الكلية هو الذي يعاني، اما البعيد عن المشكلة فانه لا يحس بها,
إن معاناة الاسرة في بداية العام الدراسي لها ابعاد مختلفة اشرت الى شيء منها، رأيت انه جدير بالتقديم على غيره، ولكن لا بد من الاشارة الى مسألة مهمة وهي
مسألة النقل المدرسي التي يعاني منها كل بيت، فقد بدأت في العام الماضي بداية هزيلة ليست في مستوى طموح المواطن صاحب المعاناة, واعود الى تكرار طلب العون
من الله لرب الاسرة في بداية هذا العام وفي كل عام,
د, عبد العزيز بن محمد الفيصل


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved