رؤى وآفاق
مرحباً باليوم الوطني في العام المئوي
يحل علينا اليوم الوطني في هذا العام ضيفاً على العام المئوي لتأسيس المملكة العربية السعودية، فتجتمع مناسبتان في عام واحد، مناسبة تأسيس المملكة ومناسبة
توحيد المملكة، ويوم التأسيس أوصل المملكة الى يوم التوحيد، انهما يومان عزيزان على كل مواطن يفتخر بوطنه، ويعتز بشجاعة قائد اسس هذا الكيان، وتعهده
بالرعاية حتى اوصله الى يوم التوحيد، ان ملحمة توحيد المملكة لم تقف عند فتح الرياض، وانما هي ملحمة انتظمت اكثر من ثلاثين سنة، لم تهدأ فيها البندقية
ولم يغمد فيها السيف، ولم تعطل فيها الجياد، وانما هي حركة جيش التوحيد، التي اتخذت الصحراء مسرحا لوجيفها، لقد شارك فيها المواطنون على اختلاف فئاتهم تحت
راية القائد، فالفلاح انضم الى جيش التوحيد، والتاجر شارك بما يستطيع من مال، وقد يذهب الى القتال بنفسه، ورجال القبائل يسارعون الى ارض المعركة في كل
بقعة ينهض اليها القائد، او يأمر بالتوجه اليها، لقد صدقت العزيمة، وحسنت النية وتآخى الحضري والبدوي، فالكل قد عزم على الجهاد، حتى اصبحت الجزيرة مرجلا
يغلي منذ تم فتح الرياض الى اليوم الذي توحّدت فيه المملكة وأخذت اسمها الذي يفتخر به كل مواطن، لقد هدأ المرجل في هذا اليوم ولكنه انضج ما في جوفه، فأخذ
المواطن يغرف منه الرخاء والنماء؛ المتمثل في الخير العميم الذي تنعم به البلاد، انها ذكرى عطرة تنعش القلب، وتجلب له الفرح والسرور، فهذه الذكرى عزيزة
على كل مواطن من موظف وتاجر وطالب وغيرهم، وكيف لا يفرح الجميع بيوم ائتلاف القلوب ونبذ الفرقة والخلاف، ان وحدة اجزاء الجزيرة جلبت العيش الرغيد من الجزء
المخصب الى الجزء المجدب، فنعم الجميع بحياة هادئة، يرفرف عليها الرخاء، ويحوطها الامن، فرب الاسرة آمن في سربه، والمسافر آمن في صحرائه، ورب المال آمن
على ماله,
لقد عرفت البلاد النهب والسلب، وقطع الطريق وجور الظالم من سارق وقاتل، فجاء عبدالعزيز وأوقف كل معتد، فأمّن السبل ووفر الرزق، فنشطت التجارة ونما المال
من إبل واغنام وزراعة، فعاش الجميع في ظل قيادة ردعت الظالم ويسّرت لكل طالب رزق طرق العمل الشريف، فاتجه الجميع الى البناء فنمت المدن، واخضرت الارض،
وتوسعت القرى وتحسنت حال البادية, لقد امتدت يد النماء الى كل مرفق، تعلِّم عن طريق فتح المدارس التي تخطت المدينة لتصل الى القرية، ثم تخطت القرية ووصلت
الى البادية، وكان المطلب ان يعم العلم الفتيان، فتجاوز الفتى الى الفتاة، وفتحت مدارس البنات في المدن والقرى فتقلص الجهل، وولج العلم الى كل بيت، وكان
التعليم العام امنية المواطن، فتجاوزت البلاد التعليم العام الى التعليم العالي؛ ففتحت الجامعات وغصت بطلبة العلم، حتى اصبح قبول الطالب في الجامعة مطلبا
يسعى اليه طلبة التعليم العام بالجد والاجتهاد في المرحلة الثانوية, وبما ان التعليم يحارب الجهل، فان محاربة المرض من اولويات مطالب المواطن ففتحت
المستشفيات في المدن والمستوصفات في القرى، فزاد الوعي الصحي وحوربت الامراض، وسار التعليم وصحة المواطن جنبا الى جنب، فالجامعات تضم كليات طبية، وقد برز
الطبيب السعودي متقدما على غيره في مجالات الطب المختلفة، حتى ان المواطن والمقيم في المملكة العربية السعودية يبحثان عن الطبيب السعودي, وقد منَّ الله
على البلاد بخروج النفط وكان القائد الفذ قد امن البلاد فتوافر في بلادنا - ولله الحمد - الامن والمال فحورب الفقر اينما وجد، فبرزت مظاهر الثراء على
مدننا وقرانا، وعمت النعمة جميع المواطنين، وسرت الى الجيران، وتهافت البشر على المملكة العربية السعودية من كل حدب وصوب، لأنهم وجدوا العمل والامن واذا
كنا في هذا العام سنحتفل ان شاء الله بمئوية التأسيس، فاننا سنحتفل بعد ثلاثين عاما بمئوية التوحيد,
د, عبد العزيز بن محمد الفيصل


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved