رؤى وآفاق
مدن مؤهلة تحمل العبء عن العاصمة
رؤية الأمير سلمان خلف المشاريع الكبرى لتطوير مدينة الرياض، بل خلف مشاريع منطقة الرياض عامة، فصناعية العبلة في سدير رؤية سلمانية، ذلك ان المنطقة
الصناعية الاولى والثانية كانتا بعيدتين عن مدينة الرياض، ثم اصبحتا من الناحية الشرقية من المدينة، ومن هنا اصبح التخطيط بعيد المدى لعاصمة المملكة
العربية السعودية يفرض نفسه، لقد فتحت شوارع داخل مدينة الرياض، وقدر لها استيعاب ما يمر بها من السيارات ثم غصت بالمارة في سنوات قليلة لان المدينة تنمو
بطرق مختلفة هي: توسع النشاط التجاري بأنواعه المختلفة والنمو السكاني والهجرة الى المدينة، فمهما قدر المخطط لمدينة الرياض من مدى فانها سوف تتجاز ذلك
المدى الى افق ارحب, ان من يمر بجسر الخليج بعد الظهر او بطريق الملك فهد في وقت الذروة ليعرف كيف تزدحم السيارات في شوارع مدينة الرياض,, لقد كان شارع
المطار القديم قبل توسع مدينة الرياض بؤرة الازدحام بسبب وجود مباني الوزارات في الشارع المذكور فسيارات المدينة تقصده من خاصة واجرة بسبب حاجات الناس من
داخل المدينة وحاجات القادمين من المدن الاخرى، فمصالح الدولة عامة في شارع المطار فلا مفر من الوصول اليه وقد تبين للمسؤولين الخطأ المتمثل في جمع
الوزارات في شارع واحد فهذا المجمع ان خدم المواطن في مراجعاته فقد اساء الى المدينة عن طريق عرقلة السير وبطئه, وبما ان العاصمة تنوء بحملها المتعدد
الجوانب من ازدحام السيارات في الشوارع وامتداد طوابير المراجعين في البنوك وبعض المصالح الحكومية فان هناك مدنا مؤهلة لحمل بعض الاعباء عن العاصمة وتلك
المدن هي: ضرماء، المزاحمية, الدلم، رماح، المجمعة، حريملاء، شقراء، فهذه المدن تكون حزاما حول العاصمة من جميع جهاتها، وهذا الحزام يتراوح بعده عن الرياض
ما بين خمسين كيلا وثمانين ومائة كيل, فيمكن لهذه المدن ان تمد يد العون للعاصمة في امور كثيرة، فمستلزمات المدينة تتوافر فيها من كهرباء ومياه نقية
وتجهيزات صحية مع ان هذه المدن مربوطة بالعاصمة بطرق معبدة جيدة ومما يمكن ان تتحمله تلك المدن (الضواحي): افتتاح جامعات صغيرة في بعضها بحيث لا يتجاوز
عدد طلاب الجامعة خمسة الاف طالب، ومن المعلوم ان الارض في تلك المدن حكومية والبناء يمكن ان يكون عن طريق الاستثمار الطويل الاجل وبتلك الطريقة نكون قد
خففنا الحمل عن جامعات العاصمة وعلينا ان نوجد الحوافز التي تدفع الطلاب والاساتذة الى العمل والدراسة في جامعات الضواحي ومنها تخصيص مكافأة للاستاذ وقصر
مكافأة الطلاب على جامعات الضواحي مع توفير السكن اما من اراد الدراسة في العاصمة فلا سكن ولا مكافأة وسوف يتجه الطلاب الى الجامعة التي توفر لهم
المكافأة والسكن,
وبما ان التوجه الجديد الى انشاء المدن الصناعية هو في ضواحي مدينة الرياض فان تلك المدن مؤهلة لانشاء مدن صناعية، على غرار صناعية العبلة المنتظرة ويمكن
ان يتجه الاستثمار في السكن الى تلك المدن اذا وفرت الدولة الارض للمستثمر فبعض العاملين في مدينة الرياض لديهم الرغبة في السكن في الضواحي اذا توافر
النقل الثابت والسكن الرخيص ومما يساعد تلك المدن على تحمل الاعباء عن العاصمة توسيع المصالح الحكومية فيها مثل الاحوال المدنية والجوازات والمرور وفتح
فروع للبنوك وانشاء بعض الاسواق فيها مثل انشاء سوق للماشية في المزاحمية ويمكن ان تربط تلك المدن بطريق يكون الحزام الاخير لمدينة الرياض,
د, عبدالعزيز بن محمد الفيصل


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved