على الهامش
حسين المناصرة
مشهدان قصصيان
الزقاق يختنق بالأرجل والملابس العتيقة,, البرودة تلتهم الوجوه المدعوكة برغوة احزان الشتاء ورؤوس السنين,, خارطة مشوهة لفئران داكنة تموج بها الخوازيق
البالية,,
امرأة حبلى، تحمل طفلاً تتسول فتات الأشياء,,
طفل منكوش الرأس، يبيع بقايا تبغ رديء,, ومستكة,,
بائغ محدودب يبيع الأحذية المنتنة,,
شرطي على البركة يشعل سيجارته,,
بائع الهريسة العجوز يأكل وجه امرأة يخطو مبتسماً,,
مجلات قديمة سخيفة، يبيعها مساعد الحلاق,,
رجل يتلطف الناس، انقطعت رجله اليمنى,,
فتاة غجرية بثوب رث، تفتح الكف رجل يلبس طربوشاً,,
برميل نفايات معجون بدهون لعاب قطط أواخر الليل,,
صرة غريبة,, يعبث بها,, يراقبه الآخرون بشراهة,, صوت انفجار رهيب,, جثث تتسطح في كل مكان,, طفل يصرخ,, جسد يتراخى,, رجل يشرب,, يبصق كرشه في الشارع,,
أصوات بعيدة لزوامير الخطر,,
،(2) مشهد واقعي,,
نظر الجزار الى الخراف، وهو يأكل شفتيه المتورمتين,, يكمش الخروف الأول كمشة البرسيم الناشف,,
يمسكه الجزار من عنقه، يغطس وجهه في سطل الماء، يشربه مرغما، يرفعه، يمسكه اثنان وآخر يحمل الكلاب ,, يبطحان الخروف على الأرض,, ماء ماء ماء ,, يحز رقبته،
يتدفق نهر الدم الحار,, يتخثر تدريجياً,,
الخراف الثلاثة الأخرى تنظر في المدى,, تتكسر النظرات المتناثرة,, فضاء اللون الأصفر,, آلاف علامات التعجب، الاستنكار، الشجب، الاستهجان,, عيون الخراف
مستسلمة تبدو مستسلمة!! ثم,,,
خروف قال: ماء ماء,,
خروف آخر شم عن بعد مؤخرة الخروف المسطح على الأرض، فهز رأسه,,
خروف ثالث نطح الجدار فانكسر قرنه,,
نعجة تغيب عن الوعي لتخيط من دموعها مرثية,, هذا هو!!،
الشقاء في السكاكين يقطع اللحوم في القرابين,,ولا يحطم الصنم,,


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved