الامثال، ومثبتة في المؤلفات في كل قرن، بل في كل عقد، إن اراد الرجل ضرب مثل على الغفلة استحضرها وان رغب في ضرب مثل على الشؤم اشار اليها، فما الذي رفع
ذكرها وأعلى شأنها وجعل لها هذه المنزلة عبر الأجيال المتعاقبة والقرون المتطاولة؟ أهو ما انفردت به من قسوة عمرو بن هند ام ما عُرفت به من فطنة المتلمس
وبُعد نظره؟ انها اسئلة لا تجد جواباً مقنعاً، فالصحف التي عرفت على امتداد التاريخ كثيرة، منها:
،- صحيفة النعمان,
،- صحيفة المعلقة,
،- صحيفة عُيَينَة بن حصن,
،- صحيفة المقاطعة,
،- صحيفة الرشيد,
وقد تصدرت صحيفة المتلمس الصحف وبزّتها وتقدمت عليها في كل زمان ومكان، بل إن تلك الصحيفة عرّفت بصاحبها فعُرف بصاحب الصحيفة مع انه شاعر معروف ومحدث لبق،
ومجالس ملوك لقد وصل الينا ديوان المتلمس ولكننا لم نعرفه بديوانه، وانما عرفناه بصحيفته التي قلّ ان يخلو منها كتاب قديم او حديث، وكان سبب وجود
الصحيفة صحبة المتلمس لقابوس بن هند أخي عمرو بن هند، وقد ملّ المتلمس طول الاقامة مع عمرو بن هند واخيه قابوس فاستأذن للخروج من الحيرة فأذن له عمرو بن
هند وكتب له كتاباً الى عامله على البحرين يأمره فيه بقتله وكان طرفة بن العبد قد كُتِبَ له كتاب يشبهه، فخرج المتلمس وطرفة من الحيرة فلما وصلا الى النجف
رغب المتلمس في معرفة مضمون كتابه فعرضه على غلام يجيد القراءة فقرأه عليه، فإذا فيه الأمر بقتله، فألقى المتلمس صحيفته في النهر وقال