أقسام للوجود، وأنماط للمعرفة
أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
ما قبل التفلسف
أما الغوييم فقد بعدت الشقة بينهم وبين ان يكونوا قادرين على الاهتداء الى الحكمة، بالملاحظة التاريخية غير المتحيزة، اذ جل ما تبلغ استنارتهم به هو الطرق
النظرية على نمط رتيب دون ان يتعمقوا في تسليط العين الفاحصة النافذة على مدار النتائج للحوادث,, فليس بنا من حاجة - والحالة هذه - أن نقيم لهم اي وزن،
فلندعهم في حالهم وما يشتهون ويحبون حتى تأتي ساعة اقتناصهم,, او يظلوا يعيشون على الآمال تنتقل بهم من مشروع خيالي الى آخر، ويتباهون بذكريات ما سبق لهم
التمتع به من لُبانات!!!,
وقد نجحنا في اقناعهم بأن ما لديهم من معلومات نظرية انما هو من حُر محصول العلم!!,
وما دام غرضنا هو هذا: فدأبنا - بواسطة صحفنا - ان نرسخ فيهم الاعتقاد بصحة ما يحملون من نظريات وآراء ]لاحظوا التجريد بالنظريات والآراء!![,
اما أهل الفكر منهم ]اي من الجوييم[ فينتفخون ازدهاء بما لهم من حظ المعرفة,, ولكن ما هو في نظرهم علم ومعرفة ان هو في الواقع الا ما عني عملاؤنا
الاختصاصيون بتصنيفه لهم بحذق ومهارة,, وهيىء هذا كله لتتنور اذهانهم به على الاتجاه الذي نريد!!,, فما عليكم ]الخطاب لقومهم المفسدين في الأرض[ الا ان
تتفكروا فيما صنعنا لانجاح النظريات الداروينية والماركسية والنيتشية ]الأمثلة ليست للحصر بل للشرح بالأهم ,, (البروتوكول الثاني),،
قال أبو عبد الرحمن: الجوييم من عدا قتلة الأنبياء، أخطرهم ذوو الديانتين الالهيتين (المسلمون والنصارى),, والمغضوب عليهم - في سبيل الحلم بدولة عالمية
يهودية واحدة - يحكمون أقوى دول العالم اليوم حقيقة لا مجازاً، ولهم جيشهم السري من الف مافيا,, والعصا الغليظة، والدولار عندهم وليستا عند ذلك الزعيم
العالمي الراحل,, وعندهم الأضابير لكل من يحتمل ان يشار اليه بالأصبع في العالم!!,, ومن الأضابير يعملق الأقزام, ثم يقزمون لما في الأضابير من أسرار
المثالية والفضائح,, ومن يسمونهم جوييم يجري بهم السيل ويقولون: ديم!!,, أي ديمة,
قال أبو عبد الرحمن: ورواية حي ميري وضعها زملائي وأبناء جيلي في رف النسيان، ولكنني مؤمن بأن الكلمة لا تضيع، وسأوالي ان شاء الله مشروعاتي الأدبية
والفكرية عن كافكا ورفاقه!!,
،* * *
اضاءة:كارل ياسبرز (1883 0 1969م) فيلسوف الماني، وهو عميد الفلسفة الوجودية بعد هيدجر تزوج يهودية وانزوى عن النازيين ومنع من القاء محاضراته هنالك (1) ,
يقول أصحاب الموسوعة الفلسفية المختصرة: ويمثل ياسبرز احتجاجاً موصولاً ضد فلسفة الأساتذة في اواخر القرن التاسع عشر، وهو يعتقد ان كيركجارد ونيتشه هما
العملاقان اللذان ظهرا في الفترة التي اعقبت هيجل,, بيد ان مزاعمهما ونظرياتهما الخاصة لا قيمة لهو، فهو يستبعد مسيحية كيركجارد المصطنعة، ونزعة نيتشة
المعادية للمسيحية وهي نزعة مصطنعة أيضاً, والمهم هو اهتمامهما بالوجود الانساني، وتدفق تفكيرهما، وروغانه مما لا نظير لهما فيه: خارج كل موقف يمكن ان
يتخذه الانسان، وخارج كل تناه (قيد),, وهذا معناه أننا مطرودون، وأننا ندور حول أنفسنا ,, ولا يبدأ التفلسف الحقيقي الا بعد ان يتحطم العقل في بحثه عن
اليقين,
وتصور التحطيم عنده تصور محوري، ذلك ان تجارب الفشل والموت والذنب - وهي التي يسميها ياسبرز بالمواقف النهائية - تواجهنا بما في الفلسفات جميعاً من قصور،
وتصبح (على حد وصف ياسبرز الخاص لنيتشه) مقدمة لتلك الهزة التي تصيب الفكر، والتي ينبغي ان تنبثق منها فلسفة الوجود ,
ان استخفاف ياسبرز - الذي ما ينفك يبديه - بكل مضمون يضع المشكلة الخاصة بمضامين كتابه الضخمة، فهي مليئة في معظمها بتأويلات موغلة في الذاتية عن المواقف
المزعومة للكتاب الآخرين، يتبعها مرة بعد أخرى بنداء الى القارىء (وكلمة نداء من التصورات الرئيسية في فلسفة ياسبرز),, يهيب به ان يهتم اهتماما جديا
بوجوده الخاص، بدلاً من أن يلوذ بمواقف جاهزة (2) ,
وقال الدكتور عبد الرحمن بدوي: رباه أبوه على حب الحق والاخلاص في العمل له دون الارتباط بمراسم دينية فيما عدا قليلاً من الطقوس البروتستنتية (3) ,
قال أبو عبد الرحمن: البروتستنتية انتاج يهودي، والزوجة يهودية، وانعزال عن المواطنة في المانيا، اذ النازية صبغة المانية يومها، ومضغ خيالات فلسفية تبعد
عن الدين والعقل والعلم بآلاف الخطى، فليكن ياسبرز على احسن تقدير من الماسون ذوي الدرجة الثانية,, ماسون الجوييم!!,
ونيتشه عملاق، فهذا ترغيب للجوييم ليقرؤوا نيتشة ويتمثلوه,, وإلحاد نيتشه مصطنع حتى لا ينفر النصارى منه!!,
وكيركجارد عملاق، ومسيحيته مصطنعة، لكي يستبعد الجوييم العنصر الايماني على ضآلته - ما دام مصطنعاً,
وهو يشيد بالغثيان الوجودي، والتمزق الهيبي، لأن فلسفتهما خارج كل موقف وتناه بشري بعد تحطم العقل - بروح عبثية متمردة - في بحثه عن اليقين,, ويأتي بيان
ذلك ان شاء الله في فلسفة المتعالي الياسبرزي,
والمواقف الجاهزة مرفوضة بإطلاق كأن الوجود محروم من حقائق ثابتة، وكأن رب الموجودات حرم خلقه من الخبر بحقائق جاهزة نصب آياته البينات على صدقها,, ومع
هذا يتحاكى المتحاكون بأن فلسفة ياسبرز ايمانية!!,
،* * *
فترة مشروع خيالي:قال أعداء الله المغضوب عليهم: (يد الله مغلولة),, (غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا),,
ومقولتهم الكفرية الأخرى: الاله الانسان الكبير,, والانسان الاله الصغير ,, سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً,
والفلسفة الوجودية فترات متعاقبة من المشروع الخيالي يأتي كارل ياسبرز في اواخر فتراتها,, والله اعلم بما في المضغ الوجودي من القابلية للامتداد
التفلسفي، بحيث تكون قابلة لفترات خيالية اخرى؟!,
ولب فلسفته انما هو عن الوجود الانساني، وهو وجودان: وجود طبيعي (فيزيقي),, وهو صنع الله بلا ريب - كما نقول نحن المسلمين -, ووجود انساني وهو صنع الانسان
ذاته كما يزعم الوجوديون,, وانما المعتبر الوجود الثاني ابتداء بفلسفة هيكل، وكانت عبارة فلسفة الجدل الوجودي جديرة بأن تكون عنوان فلسفته,
لقد كابر ياسبرز حقيقة التقسيم الثنائي للوجود - بمعنى الموجود - وهو: الخالق والمخلوق,, فقال بتقسيم ثلاثي: العالم، والأنا، والله,
ولا بد من فكر يصل الى هذه الموجودات، ومواد الفكر عنده لا تعدو ثلاثة هي: العلم، والفلسفة، واللاهوت,
اما العلم فموضوعه الموجود المجرب (الخاضع للتجربة)، وذلك هو وجود العالم، ووجود الأنا,, والفكر الذي يصل الى هذين الوجودين يوصف بالموضوعية، لأنه يحصل
وجوداً تجريبياً,, والموضوعية عنده متمذهبة لمبادىء علم الظواهر (الفينومينولوجيا),،
والانسان الذي يصل الفكر الى وجوده بمعرفة موضوعية ذو شقين:
،1 - شق يجعله ضمن الوجود التجريبي المذكور آنفاً، لأنه عنصر من عناصر العالم,
،2 - وشق لا يخضع للعلم الموضوعي، وذلك هو الأنا في وجودها الباطني الخاص، فهي ذاتية متفردة او فرد عيني,
وهذه الثنائية التي جعلت الانسان شقين هي سر التقسيم الثلاثي للموجود,
هذه الأنا (الذاتية المتفردة) لا ترتد الى اية ظاهرة موضوعية كظواهر الوجود التجريبي ولهذا فوجودها وجود متعال!,
اما وجود الله سبحانه وتعالى عن خيالات الملحدين فيأخذ وصفه تهويلاً يغري امثال الاستاذ فؤاد كامل بهذا الحكم على فلسفة ياسبرز: هي فلسفة لا دينية، ولكنها
ليست ملحدة,, ولكنها على العكس تتجه بكل كيانها صوب الله بوصفه علواً؟!! (4) ,
قال أبو عبد الرحمن: وللكلام عن هذا التناقض حديث يأتي,
انه فخم امر هذا الوجود، ولكنه اسقط حقه من العلم به، والعمل له,
هذا الوجود وجود في ذاته، وصفته العلو، والمطلق، والآخر والشامل,, وهو يتجاوز الوجود التجريبي ووجود الأنا (الشق الثاني من الوجود الانساني),،
ان الموجود عند ياسبرز ثلاثة كما أسلفت وانماط الفكر ايضا تنقسم الى ثلاثة بالنظر الى ما يرفد الفكر من معطيات وبهذين التقسيمين يكون للفكر ثلاث مهمات،
ولكل موجود واحدة من هذه المهمات:
أ - وجود العالم بما فيه الشق الأول من وجود الانسان، ومهمة الفكر فيه اكتشاف الوجود ,, العلوم تكتشف، والفكر الفلسفي بالتأمل يعرف قيمة الموجودات وحدودها,
والعلوم هي القمينة باقناع من يفهمها لأنها موضوعية (لا شخصية), والمعطى الفلسفي منها صوري خالص، ولهذا فهي تخاطب الجميع,
وبمنطق مبادىء الظواهر تظل العلوم غير مطلقة لانها لن تحيط بالعالم ولأن ما علم يظل منه باق ينتظر الكشف,
ب - وجود الله المتجاوز للمعرفة الموضوعية المشروطة بمبادىء الظواهر وهو الوجود في ذاته,, والطريق الى معرفته من خلال الميتافيزيقا وهذا مرهون بالفراغ من
المهمة الثالثة - رقم (ج) التالية:
ج - وجود الأنا وهو وجودان:
،1 - الوجود الزائف المتبذل,
،2 - الوجود الحقيقي,
ومهمة فلسفة ياسبرز - او مهمة الفكر الانسان، والعمل الانساني ايضاح الوجود الثاني,, الوجود الحقيقي للأنا,
والوجود الاول للأنا داخل في موضوع المهمة (أ) المذكورة آنفاً,
اذن المطلوب المهمة الفكرية للوجود الثاني للأنا,, والمهمة ها هنا امشاج من الميتافيزيقا والحسبانية والتمرد الحر المنتج تمزقاً، وهذه هي عناصره:
،1 - ان يكون الفرد الانساني قد وجد فهذه واقعة موضوعية وهي الوجود الأول للأنا,
،2 - بما ان هذه الواقعة في فلسفة ياسبرز وجود زائف مبتذل فهي صمت,
،3 - الوجود الثاني يبدأ من الوجود الأول فالوجود الثاني يبدأ من الصمت,
،4 -غاية الوجود الثاني التعبير عن الوجود والوصول اليه,
،5 - بهذه الغاية فالوجود الثاني عمل لأن مشكلته الكبرى الاتصال واذن ففلسفة الوجود ينبغي ان لا تكون موضوعية، وان لا تكون يقينية - لأن هاتين المعرفتين
من
خصوص المعرفة الموضوعية (العلمية),, وانما هي ايمان خالص ازاء مطلق لا سبيل الى معرفته!!,
،6 - قدر الفلسفة الوجودية ان تفرز القلق واليأس والتمزق، لأنه محكوم عليها بمقتضى العنصر رقم (5) ان لا ترتبط بفكر تنشد فلسفته الوضوح,, ومحكوم عليها
بمقتضى العنصر نفسه التطلع الى ما وراء الفكر!!,
،7 - ايضاح الوجود الثاني للأنا المهم انما يكون باستخدام المفارقات والعلاقات,
قال ابو عبد الرحمن: اذن يكون لب فلسفة الوجود اليسبرزية وهو ايضاح الوجود ممثلاً في المفارقات والعلاقات,, ولقد شرح هذه المفارقات الاستاذ فؤاد كامل,,
قال: والمفارقة هي التناقض المنطقي الظاهري، فهي اذن قضاء على الفكر ولكنها في الوقت نفسه كشف عن الوجود لانها تعبير عما وراء المعرفة العلمية الموضوعية
اذ لما كان الوجود عاليا على الفكر فان التعبير عنه على مستوى الفكر لا يكون الا باللجوء الى عبارات ومصطلحات متناقضة لا تكون صحيحة الا في جملتها,, اي في
اجتماعها كلها، ولا يمكن التوفيق بينها بأي حيلة منطقية، وانما يتم التوفيق بينها في الوجود نفسه، فهي تنطوي على حقائق ايجابية تشير الى الوجود ولا تعرفه
فهي اذن علامات او اشارات,, وهذه الاشارات هي افضل وسيلة لتوضيح المجال الميتافيزيقي والقاء الضوء عليه وهذه الاشارات شفرة لا تحل رموزها الا بالرجوع الى
التجربة التي يستطيع كل منا ان يخوضها اويعانيها,, وعندئذ يمكن ان تمتلىء بالمعنى,, التجربة وحدها صامتة خرساء والتصور هو الذي ينطقها ويمنحها القدرة على
التعبير,, والتصور بلا تجربة وجودية يخلو من المعنى ولا يمتلىء بالمعنى الا بالرجوع الى التجربة,
وهكذا تكتمل الدائرة التي ترسمها الفلسفة الوجودية,, فالتفكير في الوجود يصبح ممكناً لمن يوجد ويبحث عن التفكير في وجوده (5) ,
قال أبو عبد الرحمن: اسلفت ان ايضاح الوجود فعل، وهو فعل وصفه ياسبرز بالذي يكون - بتخفيف يكون الناقصة، ونفسه مرفوعة مؤكدة - به المرء نفسه فكيف اذن يكون
المرء نفسه؟!,
يقول: لا بد حينئذ ان يخوض ثلاث تجارب هي الاختيار والصراع العاشق والنمو داخل اطار العالم,
قال ابو عبد الرحمن: من حسنات كتاب الاستاذ فؤاد كامل انه خلي من كل عناصر التوثيق فليس هناك جريدة للمصادر والمراجع، وليس في ثنايا الكتاب احالة لأي كتاب
بهوية طبعته، وليس هناك احالة لأي كتاب ولو بمجرد ذكر اسمه!!,, الا انه على الرغم من ذلك عرض واضح عن وعي بفلسفة ياسبرز فهنيئاً له ان كان هذا العرض
الجميل والتلخيص الجيد مما عمله فكره!!,
ثم انظروا الى هذه الميتافيزيقية بالدعوة والحسبانية في تعطيل ضرورات الدين والفكر، فالتناقض ضروري فكرية في الفلسفة الوجودية، وهو تناقض بين العقل وبين
الوجود الذي يصنعه الانسان (الماهية) وكأنهم لم يجدوا في العقل - دون ادنى امتحان - ان قوانينه النظرية وفق قوانين الطبيعة لأن العقول خلق الله لتفهم ما
تصل اليه معرفتها من الوجود الذي هو ثنائي وحسب,, خالق ومخلوق,
وبعد جعل هذا التناقض ضرورة فوجود الأنا الثاني (صنع الانسان) قاض على الفكر!!,
ولا برهان على علو هذا الوجود الثاني الا إرادة حرة من عاجز محكوم بحتميات القدر!!,
قال أبو عبد الرحمن: ولا احد - بشرط البراءة من الجنون - وتعمد العبث - يقر بحقائق ايجابية تشير الى الوجود ولا تعرفه بل الاشارة اذا صحت فكراً فهي
معرفة، لأن المعرفة معرفة كيفية او كم أو معرفة تصديق بالمغيب من آثاره، او بآيات وجوده وافعاله، او بشهادة من يحيل العقل تكذيبه او بكل هذا,
والميتافيزيقا ليست إنباء بما لا يعرف,, ولو كانت كذلك لكانت قسيم العلم,, وقسيم العلم الجهل,, وانما الميتافيزيقا معرفة - قد تكون صادقة وقد تكون كاذبة،
والحكم فيها للبرهان - وليست دعوى مجهول، ولكنها معرفة بمغيب بالانطلاق من المشهود الى الماوراء، ويكون العلم علم وجود وعلم وصف بالخبر المحيل العقل كذبه،
او بآثار الموجود المشهودة كدلالة المخلوق العظيم على خالق اعظم,
وللتحدث بلغة العلم ادعاء، وجحدها عملاً حصر التجربة في الأنا الذاتية المتفردة، وجعلها خرساء,, ومن البدهي ان التجربة ممارسة جماعية فان ندت عن ممارسة
الفرد استأنف تطبيقها فتظل جماعية الى الابد كنار الاعرابي الذي يقول: النار فاكهة الشتاء والمكذب يصطلي !!,
والعلم البشري مشترك, ولا سبيل الى علم مشترك من دعوى ذاتٍ خرساء!!,
والى لقاء مع ما تم عرضه والله المستعان,


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved