سُلَّمُ المفارقات والعلاقات السيبرزي
أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
رسالة التراكم الفلسفي
وقد سبق لنا فيما مضى من الوقت أن بذلنا جهداً لإسقاط هيبة رجال الدين عند الغوييم، وقصدنا بذلك أن نفسد عليهم رسالتهم في الأرض، وهي الرسالة التي يحتمل
أنها لاتزال بنفوذها عقبة كؤوداً في طريقنا,, ولا نرى هذا النفوذ في الوقت الحاضر إلا في تناقص يوماً بعد يوم,, أما حرية الضمير فقد انتشرت وعمت في كل
مكان، وبتنا الآن لا يفصلنا عن رؤية الدين المسيحي قد انهار انهياراً تاماً سوى بضع سنين,, (البروتوكول السابع عشر),،
إننا نعلم بالتجربة لعدة قرون أن الشعب إنما يعيش على الآراء ويهتدي بها، ويرتضع هذه الآراء عن طريق التعليم الذي يدارج مراحل الحياة,, وهنا يختلف معنا
الأمر من جهة أساليب التعليم وطرقه,, فنحن بهذا الاختلاف في الأساليب سنلاشي القديم إلى آخر أثرٍ من آثاره، ونحصر زمام التعليم بأيدينا، فلا يبقى خيط من
خيوط الفكر المستقل إلا وطرفه بيدنا,, وهو ما كنا نستعمله سابقاً لاستمالة الشعوب واجتذاب أفكارها,
وأسلوب التعليم المُلجمِ للعقول، والطامس على الأذهان: مُطَبقٌ اليوم في المنهج المعروف بدروس الأشياء ,, وهذه الطريقة غايتها إخمال أذهان الغوييم، ودفعها
نحو البلادة والاسترخاء,, تنتظر أن يؤتى إليها بالأمثلة من الاشياء المحسوسة جاهزة الشكل؛ لتعرف ماهيتها بالصورة المشاهدة (بدلاً من إعمال الفكرة),,, وفي
فرنسا نرى أن هذه الطريقة قد نجحت كل النجاح حيث نرى أفضل عملائنا من البورجوازية قد وضعوا لها المناهج العامة ومشوا عليها ,, (البروتوكول السادس عشر),،
،***
التاريخية صفة للحرية:
الأنا في وجودها الثاني (الماهية الإنسانية) عند ياسبرز متعالٍ بخلاف المتعالي المطلق، لأنها علو في العالم لا خارجه,, قال الأستاذ فؤاد كامل: وتحقق الذات
لايتم إلا داخل العالم وفي إطاره، وهذا ما يسميه يسبرز بالتاريخية ,, والأنا تعلو في العالم لا خارج العالم؛ إذ تظل مرتبطة به؛ فإذا أرادت أن تنمِّي
حريتها خارج العالم دون أن تستخدمه كوسيلة للتحقق فإنها تسقط في الفراغ,, واتحاد الوجود الذاتي بالوجود التجريبي (الذي هو العالم) هو تلك التاريخية التي
أشرنا إليها,, وتحقق الأنا يتم فورياً,, أي في لحظة الاختيار التي تقع في حاضر غنيِّ بالأبدية؛ فأنا موجود وفقاً لما اخترتُ أن أكونه,, بيد أن الإخلاص
والحقيقة وواقع النية الخالصة لايكون مؤكداً ومضموناً إلا إذا تجسد، وعبَّر نفسه في افعال تجريبية قابلة للملاحظة,, وهكذا لكي تكون الحرية ذاتها ينبغي ان
تندمج في العالم، وأن تتخذ على عاتقها مواقف لم يكن لها حق اختيارها، وأن تنمو بالاستناد إلى هذه المواقف,, والإنسان إذا لم يحقق ذاته في عالم يعلو عليه،
ولم يندمج بحريته في هذا العالم: فإنه يظل حلقة في سلسلة أحداث العالم دون أن يتطور (1) ,
قال أبو عبدالرحمن: الحرية الإنسانية خارج العالم محال في العقل، ومحال في التجربة,, والانهماك في الخيالات، والأوهام، والأساطير: كل ذلك ممكن، ولكن
العناصر من الواقع داخل العالم ولابد,, محال أن أتصور مركباً وهمياً ليست عناصره من الواقع، ومحال أن أتصور عنصراً ليس هو ذاته من الواقع، فلا معنى إذن
للاستدراك بجملة: فإذا أرادت أن تنمي حريتها,, إلخ ,
وجملة: فأنا موجود لما اخترت أن أكونه دعوى رخيصة جداً؛ لأنه لا سند لها من برهان,, ومقتضاها: أنا غير موجود لما أُجبرت أن أكونه ، وهي دعوى ثانية أظهر
رخصاً؛ فإن نفت مطلق الوجود فذلك يعني تناقض الجملة بإثبات أنا ونفي موجود؛ لأن إثبات الأنا إثبات لموجود,, وإن نفت الوجود الثاني ماهية الإنسان فذلك
ضلال آخر لسببين:
أولهما : أن المنفي ما أُضيفت إليه الماهية (وهو اختيار الأنا) لا الماهية ذاتها,
وثانيهما: أن الماهية المضافة إلى حرية الإنسان ليست من صنعه؛ لأنها لو كانت من صنعه لكانت طوع يده دائماً,, إذن هي منحة - ونفسرها نحن المسلمين بالمنحة
الربانية - حرية اختيار في النية، وحرية أداء في السلوك، وهي نسبية؛ لأن الدين، والعقل، وضرورات الحس تحكم في سلوكين تملكهما الحرية الإنسانية بالأمر
بواحد، والنهي عن آخر,, إذن مسؤوليته الدينية والفكرية والخلقية تمنع إحدى الحريتين بالبرهان والعواقب,
وأما الماهية التي يصدر عنها سلوكه وحرية اختياره فليست صنعاً إنسانياً ألبتة، لأنه لا يخلق غرائزه، وقوى إدراكه وتعقُّلِه، وقوى عمله بجوارحه,
لقد أسلفت محالية علو الذات الإنسانية على العالم,, وعكس ذلك الانعزال الجزئي عن العالم لا الكلي؛ لأنه محكوم بالفراغ الذي يملؤه جسمه من كون الله؛ بأن
ينغلق الفرد على ذاته، وتكون فائدته من العالم بدائية,
والحرية ليست قيمة في ذاتها، بل هي موضوع القيمة، فإن كان التحرر من شر فالحرية خير، وإن كان التحرر من خير فالحرية شر,, ولكنه جعل الحرية قيمة مقدمة على
المعرفة؛ فتحمل الأنا على عاتقها مواقف لم يكن لها حق اختيارها-!!,
قال أبو عبدالرحمن: إذا لم يكن لها حق اختيارها، فليس له هو حق اختيارها!!,
إن للفكر خيارات ومرجحات حتى يتقرر يقين أو رجحان، وليس للسلوك - حسب ما ينبغي أن يكون - إلا اختيار واحد,, الفكر حر في التأمل والبحث والنظر حتى تنتهي
مسؤوليته إلى يقين أو رجحان، والسلوك محتم عليه منطقاً أن يكون مطيعاً لإيجابية الفكر,
والتاريخية هذه تناولها الدكتور عبدالرحمن بدوي بمواضعه تفرق بين التأريخية بتحقيق همزة القطع، والتاريخية بلا همزة,, قال: يفرق يسبرز (ومن قبله هيدجر
بين التاريخ والتأريخ,, بين الشعور التاريخي وبين الشعور التأريخي؛ فالتأريخ هو العلم بحوادث الماضي خلال التسلسل الزمني للعالم,, أما التاريخ فهو شعور
الذات بما حققته في مظاهر نشاطها المختلفة,, والشعور التاريخي هو النور الذي يوضح تاريخية الآنية، ويتبدى في كل حالة أريد فيها ان أدرك العلو,, أي أن
أُدرك أنني من خلال المواقف التي أوجد فيها أحاول الخروج عنها، والعلو عليها؛ ابتغاء تحقيق إمكانيات جديدة,
ولهذا يُعرِّف يسبرز التاريخية بأنها التضامن والوحدة بين الأنا التاريخي وبين الآنية، ويسمي الشعور بهذه الوحدة باسم الشعور التاريخي,
والتاريخية - من ناحية أخرى - هي الوحدة بين الضرورة وبين الحرية؛ فهناك مواقف نهائية مفروضة فرضاً، وهناك من جهة أخرى حرية تعمل في هذه المواقف,, وعند
نقطة التقاطع بين الضرورة التي فرضتها المواقف النهائية وبين الحرية التي تعمل في ضمير كل موجود: تقوم التاريخية الحقيقية,
والتاريخية هي أيضاً وحدة الزمان والسرمدية؛ ذلك أن الوجود الماهوي ليس هو الزمانية، ولا اللازمانية، بل هو كلتاهما معاً، ولا يمكن الواحد أن يوجد دون
الآخر؛ ولفهم هذا يجب أن يستبعد المعنى التقليدي لفكرة السرمدية؛ فالسرمدية الحقيقية هي صورة من صور الوجود الماهوي، ومعناها تعمُّقُ الآن,, أي ملء الحاضر
بحضرة زمانية,, والآن يلعب دوراً خطيراً عند يسبرز كما كان عند كير كجور,, إنه يجمع بين ما هو في الزمان وما هو خارج الزمان؛ بحيث نصبح في حاضر سرمدي (2) ،
قال أبو عبدالرحمن: إن كان التفريق بين تأريخ مهموزة، وتاريخ مسهلة من قبل ياسبرز: فليس فيه تحفة فلسفية، وإنما هو لفتة لغوية نحسها في عربيتنا دون تقعيد؛
فالصيغة واحدة ذات مدلول واحد؛ ولكن غلب في الاستعمال تحقيق الهمزة إذا أريد المصدر، وتسهيلها إذا اريد الاسم,, ولا ينبغي أن يكون الهمز والتسهيل فارقاً
في فلسفة سايبرز,, بل التاريخ مسهلاً، والتأريخ مهموزاً بمعنى واحد,, إن أريد به خارج الأنا فهو علم تاريخ العالم، وإن أريد به الأنا فهو تاريخ الأنا سواء
أكان شعوراً، أم تذكراً، أم كتابة على الورق؟!,
وخير ما أقوله: إن الشعور التاريخي بلغة سايبرز مجموعة من الآنات تُكوِّن الماهية التي يعنيها سايبرز,
ولا تحفة أيضاً في الوحدة بين الضرورة الكونية الحتمية والحرية البشرية المستطاعة؛ فسلوك البشر ناتج عن هذه الوحدة بتفلسف وبدون تفلسف,, وإنما العقدة في
السلوك الوجودي الهيبي,
ولا يتصور سَوِيٌّ نقيضاً للزمان اسمه لا زمان ، وإنما الزمان أنواع: آنية، وديمومة، وأزلية,, فإن أراد باللازمان فراغ الزمان من الوجود الثاني للأنا,, أي
انه عاطل من عمل مثمر فذلك وصف للزمان وليس قسيماً له إلا بتعبير مجازي، والتأصيل الفلسفي لا يكون بالمجازات!,
ونجد تحليلاً للتاريخية اليسبرزية منقولاً عن ابن ذريل,, قال محمد سليمان حسن: إن الوعي التاريخي لدى ياسبرز لا تقربه الأحداث والوقائع، وإنما تقرره
البطولات الفردية,, والعمومية في التاريخ قضية لا وجود لها؛ فأحداث الثورة الفرنسية لم يقررها الشعب الفرنسي، ولا العوامل الداخلية والخارجية التي أحاطت
بتلك الفترة التاريخية، وكانت سبباً في حدوث الثورة الفرنسية,, إنما الذي أحدث ذلك البطولات الفردية لقادة الثورة الفرنسية تحديداً؛ فدراستنا للعام
التاريخي بأحداثه ليس أكثر من محاولة لتبيان ما هو فردي بطولي في هذه الأحداث,
إن الوجود الحقيقي يتحقق عندما تختبر الذات نفسها، وتصنع شيئاً ما يميزها عن غيرها,, فالذات التاريخية بالأصل خارج نطاق الحتمية,, فالعالم يقدم للذات
بواعث الوقائع، والذات هي التي تصنع هذه الوقائع، ولولا الذات لما كان للوقائع أي قيمة,, عند هذا الحد ترتبط الضرورة للحدث التاريخي بالحرية الفردية لتصنع
الحدث (3) ,
قال ابو عبدالرحمن: هذا سياق آخر غير سياق الدكتور عبدالرحمن بدوي ينقلنا الى فلسفة التاريخ فيما يتعلق بتعليل احداثها، ومجال ذلك كتابي (العقل التاريخي)،
وحسبي ها هنا القول: ان التاريخ مزيج من نزوات فردية، وهموم جماعية,, والثاني هو الاكثر، بل هو الظاهرة التاريخية، والبطل يكون ذا كفاءة في التنفيذ،
ومقتنعاً بالهم الجماعي، ولا يكون بالضرورة مُوجِدا للفكرة,
وكأن ياسبرز هاهنا متحدث رسمي باسم الصهيونية العالمية ينفي اليد الخفية وراء ثورة فرنسا للإطاحة بالكاثولوكية - ومثلها الشيوعية الحمراء للاطاحة
بالقيصرية الأرثوذكسية,, ولا ضرورة لسقوط البروتستانتية في امريكا ما دامت افرازا يهوديا - في مخطط تقويض الاديان,, وإذ لم تكن ثورة نابليون ارادة شعبية
ولا بمقتضى عوامل مؤثرة,, واذ من الضروري اخفاء اليد الصهوينية الآثمة: فلتكن الثورة الفرنسية ارادة قادة افذاذ ،وهكذا فليكن التاريخ!!،
لقد قال احد الخواجات: (كلما درسنا تاريخ الثورة الفرنسية، واجهتنا ألغاز اكثر) (4) ،
والدراسات التاريخية الساذجة للثورة الفرنسية التي تربطها بالعدل والحرية والمساواة، ولا تلتفت الى يد خفية، وأهداف قذرة,, كلها يُدرج مؤلفوها ضمن من
وصفتهم (نستاوبستر) بمئة مؤرخ أعمى (5) !!،
وقال (هيردر): ان الثورة الفرنسية حدث ضخم كظهور المسيحية وقيامها!!,, كلا,, لا يمكن مقارنتها الا بانتصارات الشيطان الاخرى مثل انفصال الكنيسة
الاورثوذكسية والبروتستانتية عن الكنيسة الأم) (6) ,
وعلق (شيريب سبيريدو فيتش) بقوله: (لقد اوحى الى هيردر حدسه ان الثورة الفرنسية مثل كل ثورة ليست مجرد حدث سياسي واقتصادي فحسب، بل يجب اعتبارها بداية
تبديل الملوك المسيحيين بيهود) (7) ,
وقال (اكتون): (انهم ضحوا بالحرية ولم يحققوا المساواة,, استبدلوا حكم الملك بحكم الجمعية المطلق، ولكن الجمعية نفسها رهن اشارة الامبراطور اليهودي
السري,, ولم يكن الهجوم على الكنيسة خطأ فاضحاً لا حاجة له، وانا كان هدفا اساسيا لكل ثورة، فالثورة احدى وسائل اليهود لتحطيم العالم المسيحي) (8) ,
وقال ش, س, فيتش ايضا: (كان روبسبير القائد المفترض صنيعة لأمشيل,, لكنه قال ل (آمار): (يبدو لي اننا نُدفع بيد خفية رغما عن ارادتنا، ففي كل يوم تقرر
لجنة الخلاص الشعبي فعل امر قررت في يوم سابق الا تفعله، وهناك مجموعة فيها تحرك لخرابها ولم نستطع بعد اكتشاف المحركين) (9) ,
لقد فقد روبسبير حياته لانه تجرأ وعبر عن تبرمه بالأجانب (اليهود) الذين استجلبهم وايزهاوبت وعملاء امشيل الآخرون فأصبحوا حكام باريس الحقيقيين، ولم
يقتلوه مباشرة، بل جرحوه جرحا بليغا في فكه حتى ينال عذابا مبرحا ويدوم عذابه فترة طويلة، ويحول دون قدرته على الخطابة، فلا يكشف ان الثورة لم تكن انقلابا
وانما وقوع فرنسا تحت قبضة اليهود,, وهذا ذبح مباح في الشريعة اليهودية يؤكد يهودية الثورة الفرنسية,
وقد قال ليونيل روتشيلد: (لم يصنع العقل الثورة الفرنسية),, ومع هذا يقول اليغار: ان روبسبير ملكي لانه كشف عن خطط اليهود,, وهذا ما يذكرنا بوسائل اليهود
في الوقت الحاضر من تصنيفهم ملكيا كل من يؤمن بما حذر منه المسيح من ان اليهود قتلة وكذابون، فقد اغرت اليد الخفية بكل الوسائل (هيرست انترناشونال رفيو) ،
لتقول: ان هنري فورد اصبح مواليا للملكيين، لأنه كشف جرائم اليهود بكل وطنية وامانة,
افلا يبرهن ذلك على ان (اليد الخفية) التي اضرمت النيران في فرنسا تفعل الآن الشيء ذاته في الولايات المتحدة متبعة الطريقة ذاتها بتهجير اليهود اليها,,
لقد دفع امشيل بالآلاف الى باريس مثل ما يدفع البلاشفة اليهود يوميا الى الولايات المتحدة الآن تحت ستار انهم فرنسيون او بروسيون او بولنديون او
ايرلنديون، ويشجعهم الرعاع الاغبياء الجشعون الذين لا يفهمون وليس عندهم ما يفقدون، وعندما تغرق الولايات المتحدة في الدماء ساعتها ربما ظهر روبسبير
اميركي، فيكتشف ان كل الثورات من صنع اليهود,
لم يتحول روبسبير الى ملكي، وانما فهم ان ما يفترض فيه ثورة فرنسية إنما هو احتلال يهودي لفرنسا، وليس له صلة بالرفاهية والحرية والمساواة وغيرها من
شعارات التضليل,
وربما سأل سائل: اذا كانت الماسونية مسئولة اساسا عن اراقة الدماء التي سُفكت في الثورة الفرنسية فلم اغلقت محافلها في سنة 1793، وأعدم كثير من
الماسونيين؟,, والجواب: ان عددا كبيرا من الماسونيين اعترف صراحة بأن الثورة الفرنسية وغيرها من الثورات نظمت برعايتهم وتحت إمرتهم، وأعلن سيكار دو بلوزول
في مؤتمر 1913: (تستطيع الماسونية ان تفتخر بأن (الثورة) من فعلها هي),, وأكد ذلك لويس بلانك في كتابه (تاريخ الثورة الفرنسية)، وصرح بذلك ايضا الماسونيان
اميابل وكولافرو في محاضرة في 16 تموز في محفل الشرق الاعظم خلال المؤتمر الماسوني العالمي الذي عقد في سنة 1889؛ فقد أكد ان الثورة قام بها الماسونيون،
ووضعوا خطتها وطوروها قبل سنة 1778,, ومما يلفت النظر ان المؤتمر عقد في سنة 1889 بعد مرور مائة عام على ثورة 1789، كذلك كل الماسونيين القياديين -
الظاهرين - مثل روبسبير ودانتون,, الخ اعدموا بعدما أنجزوا عملهم القذر,, ولما برهن ملكان خارج فرنسا على انهما ضد الثورة، وهما غوستاف الثالث ملك السويد،
وجوزيف الثاني أمبراطور النمسا: طعن الأول بيد ماسوني في ملعب لكرة القدم عندما قرر التدخل ضد الثورة، وحدث الشيء ذاته للثاني فتوفي في اليوم التالي من
طعنة بيد امرأة في ملعب لكرة القدم ايضا 20 شباط 1790,
وحينما منع ميرابو القتلة، وانحاز الى جانب الملك: توفي فجأة بعد تناوله فنجاناً من القهوة,, بينما اصيب رفيقاه اللذان شربا معه (بينك، وفروشوت) بمرض
قاتل,, لقد مات ميرابو عظيما، لكنه يستحق التعذيب,
ويقول اليكس دوميسنيل: ان الحزب الذي دفع بالثورة الفرنسية في طريق العنف كانت توجهه (اليد الخفية) (10) التي نعجز عن اتهامها حتى الآن),،
فلابد ان يكون هنالك (ماكنة) غير مرئية تنشر كل انواع الشائعات الكاذبة حتى تديم حالة الفوضى والاضطراب,, وهذا المركز ينبغي ان يكون عنده عملاء كثيرون جدا
حتى يتسنى له اتباع هذه الخطة الجهنمية وأن يكون من ورائه عقل جبار يرشده، ومال جم يسنده,, وسيأتي يوم يعرف فيه العالم هذا العبقري والممول) (11) ,
هوامش:
،(1) اعلام الفكر الفلسفي المعاصر ص 211,
،(2) موسوعة الفلسفة 637/2,
،(3) دراسات في الفلسفة الأوربية ص 104 - 105 عن الفكر الوجودي عبر مصطلحه لعدنان ابن ذريل,
،(4) حكومة العالم الخفية ص 79,
،(5) انظر حكومة العالم الخفية ص 80 - 81,
،(6) حكومة العالم الخفية ص 80,
،(7) المصدر السابق ص 80,
،(8) المصدر السابق ص 82، وانظر كتاب (اليهودية العالمية وحربها المستمرة على المسيحية) لإيليا ابو الروس - دار الطليعة ببيروت,
،(9) لعل هذا يوحي بأن القادة الفرنسيين للثورة الفرنسة كانوا يذهبون الى الكنيس اليهودي في ذلك اليوم (فيتش),،
،(10) يؤكد كثير من الماسونيين ومنهم الماسوني السابق ورجل الدولة هوغويتز ان قتل الملك لويس السادس عشر (ذي القلب الرحيم)، والملك غوستاف الثالث، وقتلى
الثورة الفرنسية: قررتها المؤتمرات الماسونية قبل اربع أو خمس سنوات في وليامزباد وأنغولزتادت وفرانكفورت,, ولكن قصر وليامزياد كان يديره أمشيل روتشيلد
الذي سكن فرانكفورت وأدارها,, وعميله وايزهاوبت يهودي من انغولزتادت,, وهكذا فإن كل القتل الذي نسب عن حق إلى الماسونية إنما كان بتقرير من أمشيل (ميتش),،
،(11) حكومة العالم الخفية ص 86 - 90و وانظر ص 108 - 111 عن نابليون,


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved