رؤى وآفاق
جائزة التاجر المثالي
علاقة الناس عامة بالتاجر اكثر من علاقتهم بغيره فمن منا لا يدخل متجرا في اليوم ليشتري حاجاته الاساس، ومن منا لا يقصد الاسواق المختلفة لحاجاته الكثيرة
والمتنوعة فلقاء الناس بالتاجر امر تفرضه الحياة فلا حياة بدون تزود من متجر, والتاجر الذي جمع ثروته عن طريق الربح الحلال والكسب المباح يحترمه الجميع
ويقدره المجتمع الذي يعيش فيه, لقد كان التاجر نصير الدين في اول نشأته، فعثمان بن عفان بذل ثروته في سبيل نصر دين الله ولم يضعف البذل تجارته وقد اثنى
عليه نبي هذه الامة صلى الله عليه وسلم، وقد انتشر الدين الاسلامي في شرق افريقيا، وفي شرقي آسيا عن طريق التجار الذين لم تلههم تجارتهم عن نشر دين الله
والدعوة اليه فقد اشتغلوا في التجارة وربحوا الدنيا ونشروا دين الله بين الوثنيين فكسبوا الآخرة، فجمعوا بين الدنيا والآخرة,, وبعض التجار نفعوا المسلمين
عن طريق تسخير اموالهم في توفير المياه كما فعل عثمان رضي الله عنه وكما يفعل الآن بعض التجار عندما يحفرون الآبار في البلاد التي تحتاج الى الماء فالماء
هو المطلب الاول للانسان,, وفئة من التجار اتجهت الى تشجيع العلم والادب عن طريق بناء المدارس وتزويدها بما تحتاج اليه ودعمها بالاوقاف التي تضمن لها
الاستمرار في اداء رسالتها، وقد امتد نفعهم الى طباعة الكتب وايصالها الى من يحتاج اليها، وقد يعزف التاجر الورع عن ذكر اسمه على الكتب، وانما يطبعها رغبة
في النفع وعموما للفائدة,, ولو تتبعنا تاريخ التجارة في البلاد الاسلامية منذ فجر الاسلام الى يومنا هذا لوجدنا تجارا صحبتهم العفة والتزموا بالربح القصد،
ونحن في المملكة العربية السعودية لدينا ولله الحمد نماذج طيبة من التجار الذين يسعون الى نفع مجتمعهم فتراهم يتسابقون الى دعم جمعية البر والى الوقوف مع
جمعية الاطفال المعوقين والى بناء المساجد ومساعدة المحتاجين,
وبما ان التجار لا يكونون في درجة واحدة في التسابق الى طرق الخير فان جائزة التاجر المثالي من حق السابق في هذا المضمار فأرى ان تمنح الدولة التاجر
المثالي جائزة سنوية يسلمها لصاحبها صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز وتكون امانة الجائزة في وزارة التجارة او في الغرفة التجارية اما الاسس
التي تعتمد عليها الجائزة فهي البعد عن الغش بجميع الوانه وانواعه والابتعاد عن الخداع في المعاملة وان يستثمر التاجر امواله في المملكة لينفع الناس ويشغل
الايدي العاطلة اما التاجر الذي يستثمر جل امواله في خارج البلاد فانه لا يستحق جائزة التاجر المثالي وان كان له استثمار قليل في البلاد ويشترط فيمن يحصل
على الجائزة توظيف السعوديين في مؤسساته التجارية,
اما التاجر الذي يسعى الى توظيف الاجنبي وابعاد ابن الوطن عن العمل فهو لا يستحق الجائزة, ومن الشروط المهمة في الحصول على الجائزة الالتزام بلغة البلاد
وعامة الناس وهي اللغة العربية فتكون معاملاته باللغة العربية وسنداته باللغة العربية وقد بذل كاتب هذه السطور جهدا في اقناع الاسواق التي يشتري منها
باستعمال اللغة العربية في التعامل مع المشترين فلم يستجب له الا العثيم جزاهم الله خير الجزاء لقاء ما قدموا للغتهم فكل من اشترى من اسواقهم ثم اخذ سند
الشراء وشرع يقرؤه بلغته التي يفهمها اللغة العربية لهج بالدعاء لهم بان تنمو تجارتهم ويزداد ربحهم وكل من خرج من اسواق بندة او السدحان او غيرهما واخذ
سنده فوجد لغة لا يفهمها قال حسبي الله ونعم الوكيل,, ومن شروط الحصول على الجائزة البعد عن التستر على الاجانب ومشاركتهم بطرق ملتوية فمن توافرت فيه
الشروط فهو اهل للجائزة وفي تلك الحالة يكون من حق التاجر المثالي الاشادة به من قبل الاعلام فهو اهل لذلك,
د, عبدالعزيز بن محمد الفيصل


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved