فيه من لاشيء الى كل شيء ولله الحمد - اول الملحمة صهيل الخيل ورغاء الابل وقعقعة السلاح، وآخرها بناء العقول الذي نتج عنه بناء المصانع والمدن والقرى
والطرق, المهرجان السنوي في الجنادرية سيلتقي بمهرجان مئوي كبير مضمونه تقدير رجل المملكة الاول الملك عبدالعزيز الذي كون وطنا عزيز الجانب، ثابت الاركان
ساحق البناء, وان كل فرد في هذا الوطن يتطلع الى ان يكون التقدير في مستوى الامال المعقودة عليه فمؤسس المملكة له فضل على كل فرد فيها ومن هنا يطمح
المواطن في رد الجميل الى القائد الباني صاحب اليد الطولى في تشييد البناء وتثبيت الامن, وان مئوية التأسيس تؤصل الروابط بين الاسس والفروع، لقد اسهمت
الجنادرية في ربط النشء والشباب بماضيهم بان اتاحت لهم الاطلاع على اعمال الاباء والاجداد في المجالات المختلفة من تعليم وزراعة وصناعة وفن بحيث ألم النشء
بالحياة السابقة بكل ما تحويه من انواع الحرف والمعارف وذلك عمل جليل يستحق منا كل تقدير للحرس الوطني الذي قام بتلك الاعمال ونسدي الشكر لولي العهد الذي
يتابع المهرجان في كل عام ويقف على تنظيمه ويوفر له ما يحتاج اليه، واذا كانت مئوية التأسيس تحتفل بالتاريخ اكثر من غيره فان الجنادرية تستوعب كثيرا من
التاريخ بالاضافة الى التطلع الى المستقبل وبما ان التكامل بين الجنادرية ومئوية التأسيس مطلب للجميع في هذا العام فانني ارى ان تحوي قرية الجنادرية بناء
مصغرا لقلب الرياض في سنة الفتح يبرز فيه قصر (المصمك) والطرق المؤدية اليه التي سلكها الفاتح للوصول الى القصر كما ارى ان يطلق على (المصمك) قصر الفتح
ويعلن ذلك في مهرجان المئوية، فبما ان القصر رمز التأسيس ورمز التحول الكبير الذي حدث في الجزيرة العربية وهو الاصل في تكوين المملكة العربية السعودية فهو
جدير بالعناية، واطلاق الاسم المناسب له الذي يكون في حجم الحدث الذي حواه امر يحتمه الموقف في هذا العام فالتقدير للرجال وللاماكن التي شهدت الاحداث
الكبرى في المملكة العربية السعودية، ان حصيلة الجنادرية في سنواتها الماضية ثقافية وتاريخية واجتماعية فهي مدرسة تعلم الصغار وتذكر الكبار وتجلب المتعة
للسائح العربي والاجنبي فالعروض التي تقدم فيها تحوي الفروسية والفن في المملكة العربية السعودية وسوف تكون حصيلة مئوية التأسيس امام نظر المشاهد في
المهرجان الذي سيقام في ايام المئوية ولو تتبعنا عقود القرن في المائة الماضية منذ ان دخل المؤسس مدينة الرياض الى يومنا هذا لوجدنا ان العقد الاول حوى
بناء القاعدة وصيانتها وحوى العقد الثاني الانطلاق الى الاقاليم المجاورة وضمها وفي العقد الثالث تم احتواء الحرمين والتفاعل مع العالم الاسلامي، وشهد
العقد الرابع توحيد المملكة وتسميتها (المملكة العربية السعودية) وتوحيد المملكة ثمرة التأسيس الثابت الذي اوصل البلاد الى الوحدة ونبذ الفرقة وحوى العقد
الخامس تفجر النفط ونشر التعليم كما حوى العقد السادس تطور المواصلات وانشاء سكة الحديد التي ربطت العاصمة بالساحل الشرقي وقد شهد العقد السابع التوسع في
التعليم ومحاربة المرض وحصار الفقر وفي العقد الثامن تم التفاعل مع العالم وفي العقد التاسع غمر الخير ابناء المملكة وحوى العقد العاشرثبات الازدهار
وتواصل التأصيل,
د, عبدالعزيز بن محمد الفيصل
