Saturday 18th December, 1999 G No. 9942جريدة الجزيرة السبت 10 ,رمضان 1420 العدد 9942


خمس خطب جمعة للذكرى الخطبة الرابعة
أبوعبدالرحمن ابن عقيل الظاهري

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور انفسنا، ومن سيئات اعمالنا,, من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له,, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله,, صلى الله عليه وسلم وعلى آله واصحابه وسلم تسليماً كثيراً,, اما بعد أيها الناس: فاعلموا ان الله سيجمعكم على الارض الجديدة التي خلقها واعدها لمحاسبة العباد حينما تكون الارض الدنيوية في قبضة الرحمان سبحانه وتعالى,, قال: (وانشقت السماء فهي يومئذ واهية والملك على ارجائها ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذ ثمانية يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية) (سورة الحاقة/ 16 18),, وقال ,,يوم تبدّل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار) (سورة ابراهيم /48) وفي هذا اليوم العظيم اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ان الناس يعرقون حتى يذهب عرقهم في الارض سبعين ذراعا، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم ,, الا ان لبعض عباد الله خصوصية في هذا الموقف؛ فمن هؤلاء العباد سبعة ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه بصحيح البخاري,,قال صلى الله عليه وسلم: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا بالله اجتمعا عليه، وتفرقا عليه ، ورجل دعته أمرأة ذات حسن وجمال فقال: إني أخاف الله,, ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه .
واعلموا أيها المؤمنون: ان الكفار يائسون من رحمة الله لا يطمعون في ظل، ولايرجون شفاعة نبي، بل هم كما قال الله عنهم: (ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عمياً وبكماً وصماً) (سورة الاسراء/ 97),, وانما تعلو اصوات مؤمنين ليسوا من اهل الظل، فيقصدون الانبياء ليشفعوا عند ربهم في هذا الموقف ليقضي بين عباده,, ان اهل الظل من المؤمنين، واهل الصغائر، ومن فوقهم من الانبياء والشهداء والسابقون والعلماء العاملون المتقون: فهؤلاء لا يحزنهم الفزع الاكبر، وتتلقاهم الملائكة بالطمأنينة، فهم وفود الرحمن لايُساقون كما يساق الكفرة,, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه : يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثة طرائق: راغبين راهبين، واثنان على بعير وثلاثة على بعير واربعة على بعير وعشرة على بعير، وتحشر بقيَّتهم النار,, تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث اصبحوا وتمسي معهم حيث أمسوا ،
واعلموا ايها الناس: ان لاهل الصلاة موقفا عظيما في ذلك اليوم يُعرفون بنورهم,, اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفثه ونفخه: يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم (سورة الحديد/ 12).
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم، ونفعني واياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم,, اقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه انه هو البر الرحيم.
***
الحمد لله المنعم المتفضل برحمته، الهادي بشرائعه ورسالاته، المحسن بتوفيقه واعانته، المقيم ملكه بالعدل وما ربك بظلام للعبيد، وما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم,, له الحمد في الاولى والآخرة، وهو على كل شيء قدير، وله الحكم واليه ترجعون، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع انبياء الله ورسله واتباعهم,, اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه وسلم: اما بعد ايها الناس فاعلموا ان يوم العرض الاكبر على ربكم في ارض الحساب يوم شديد يشيب فيه المولود، ولكن الله يخلِّص اهل النجاة بقدرته ورحمته؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه : تكون الارض يوم القيامة خبزة واحدة يكفؤها الجبار بيده كما يكفؤ احدكم خبزته في السفر نزلا لاهل الجنة ,, واعلموا رحمكم الله ان التشبيه هاهنا للمكفؤ وليس لفعل الله سبحانه الذي لا يشبهه فعل,, وفي هذا اليوم ايضا لايظمؤون لان الله يسقيهم من احواض مُلأى من انهار الجنة ,, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما روى الترمذي في جامعه عن سمرة بن جندب رضي الله عنه : ان لكل نبي حوضا ترده امته، وانهم يتباهون ايهم اكثر واردة,, ارجو ان اكون اكثرهم واردة ,, وقال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم وجامع الترمذي عن ابي ذر رضي الله عنه عن آنية الحوض -: والذي نفس محمد بيده لآنيته اكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها في الليلة المظلمة المضحية,, من شرب منها لم يظمأ,, آخر ما عليه يشخب فيه ميزابان من الجنة,, عرضه مثل طول ما بين عمان الى ايلة، وماؤه اشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل ,, اللهم اجعلنا من وراد حوضه عليه الصلاة والسلام، وممن تؤمنه في هذا الموقف العظيم، ثم اعلموا: ان احسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم,, الا وان من هديه بأبي هو وامي وصيته لابن عمه عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، وكان خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما؛ فقال: يا غلام اني اعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك,, احفظ الله تجده تجاهك,, اذا سألت فأسأل الله، واذا استعنت فاستعن بالله,, واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك، وان اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك,, رفعت الاقلام، وجفت الصحف ,, قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها انت خير من زكاها,, انت وليها ومولاها,, اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، ومن نفس لا تشبع، ومن عين لا تدمع، ومن دعوة لا يستجاب لها,, اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا,, اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، ونعوذ بك منك,, لا نحصي ثناء عليك، أنت كما اثنيت على نفسك,, اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها: دِقَّها وجِلَّها، واولها واخرها، وعلانيتها وسرها,, اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك, اللهم إنا نعوذ بك من الجبن ، ونعوذ بك ان نرد الى ارذل العمر، ونعوذ بك من فتنة الدنيا، ونعوذ بك من عذاب القبر,, اللهم اغثنا، اللهم اغثنا، اللهم اغثنا,, اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا، نافعا غير ضار، عاجلا غير آجل,, اللهم اسق عبادَك وبهائمك، وانشر رحمتك، واحيي بلدك الميت,, اللهم ابرم لهذه الامة امر رشد يعز فيه اهل طاعتك، ويذل فيه اهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهي فيه عن المنكر، اللهم اقم علم الجهاد، واخذل اهل الشرك والبدع والعناد، واعز الاسلام والمسلمين في مشارق الارض ومغاربها، واجمع كلمتهم، ووحد صفوفهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم,, اللهم اعز حكومتنا بالاسلام، وأعز الإسلام بها، وانشر على مليكنا ثوب الصحة والعافية، واسبغ عليه نعمك الظاهرة والباطنة، وسدده واعوانه ووزراءه واتباعه ورعيته، وحببه اليهم، وحببهم اليه,, اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد ، وعلى آله واصحابه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين,, واذكروا الله يذكركم، واشكروا له يزدكم,, لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وله الحمدكثيرا زِنة عرشه، ومِداد كلماته، وعدد خلقه، واقم الصلاة.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

لقاء

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved