تحقيق : عبدالله الجلاوي بن ربيعان
بعد ركود أكثر من ثمانية أشهر دخلت المربعانية وهي أول نجوم الشتاء لتعيد البسمة لأسواق الحطب حيث يبدأ الموسم عندهم هذه الأيام ولثلاثة اشهر قادمة، وبدأ الناس للتوافد على أسواق الحطب للشراء استعداداً لمواجهة برد قارس في مثل هذه الأيام من كل عام.
عدسة الصفحة ومحررها انتقلا لمواقع بيع الحطب واجريت ما يلي من لقاءات:
مهنة الحطَّاب رفعت الأسعار
لقاؤنا الأول مع الاخ سيف العنزي الذي كان يتجول بين المحلات المختلفة لشراء شحنة من الحطب سألناه عن الأسعار فقال: أخوكم راعي نار من قديم في الماضي لا نشتريه وانما نذهب بعمالنا إلى أماكن الحطب ونقتلعه بأيدينا ونأتي به، أما منذ حوالي اربع سنوات ومنذ ان اصدرت وزارة الزراعة والمياه امرا بمنع اقتلاع الاخشاب والحطب وقصر هذه المهنة على الحطابين أو الاشخاص الذين مهنتهم فقط جلب الحطب وبيعه اصبحت الأسعار اكبر واعلى منها سابقا حيث لا يستطيع الشخص الآن المرور من مراكز الشرطة المختلفة وهو يحمل الحطب الا اذا كان حطاباً مصرحاً له، وهذه الإجراء وإن كان يقصد به الحفاظ على الغابات وعلى الاشجار البرية الا انه جعل اسعار الحطب ترتفع كثيرا عنها قبل خمس سنوات مثلها، ولذلك فأنا أرى لو ان وزارة الزراعة مثلا خصصت شهرا او شهرين موسما للاحتطاب لاستطعنا الحصول عليه بلا مقابل ولأدى ذلك لانخافض اسعاره واستطاع الجميع شراءه.
ثلاثة أسواق مشهورة
ويذكر ناصر المريّ حطاب بأنهم اصحاب مهنة الحطابة يجلبون الحطب من منطقة مكة المكرمة طوال العام ولكن الناس لا تشتريه ولا تبحث عنه الا في هذه الايام وهذا ما يجعل اسعاره ترتفع الى حوالي الضعف عن الشهر الماضي مثلا، كما ان اسعاره في الرياض او غيرها من المدن اغلى من الحجاز مثلا لتكلفة النقل وتكلفة العمالة، وفي المملكة ثلاثة أسواق اثنان في الحجاز هما سوق ظالم وسوق رضوان والثالث في القويعية في نجد يتوافر بها الحطب طوال العام وبأسعار تقل كثيراً عن المدن الاخرى، فمن يحتاج لكميات كبيرة عليه الذهاب لهذه المناطق وجلب ما يريد بأسعار أقل كثيراً عما هي عليه هنا.
الحزم الصغيرة أكثر ارباحاً
ويقول الأخ السوداني العبيد إبراهيم أحمد بائع في احدى مباسط الحطب في الجنادرية ان اسعار الحطب تختلف حسب صغر وكبر الاخشاب ولكنها في الداتسون تصل الى 1000 ريال، والجيب 1500 ريال، والدِّينا، 4500 ريال، فيما تبلغ قيمة الشحنة للعايدي الكبير 6000 آلاف ريال، ونحن كأصحاب مباسط ندفع ايجار حوالي عشرة آلاف ريال ولا نعمل بشكل جيد سوى شهرين في العام وهذا قد يجعل بعض الناس يرى ان الحطب غال بشكل مبالغ فيه، ولكن الحقيقة اننا كأصحاب مباسط غير مصرح لنا بالاحتطاب فنحن نشتريه بكميات كبيرة ونوزعه بحسب رغبة الزبون الى شحنات صغيرة وحزم لأصحاب الرحلات والطلعات البرية وأهل المشاوي ولك ان تعلم ان المكسب الحقيقي هو من الحزم الصغيرة وليس من الكميات الكبيرة لأننا نبيعها بما يقارب سعر التكلفة، وما خلا شهري الشتاء فنحن نعتمد على الفحم فقط لأصحاب محلات المندي حيث قيمة الكيس الواحد لفحم المدينة 60 ريالا وللفحم الصومالي 30 ريالا، كما نبيع المناقد وكل ما له علاقة بالشتاء والنار.