Saturday 18th December, 1999 G No. 9942جريدة الجزيرة السبت 10 ,رمضان 1420 العدد 9942


رؤية اقتصادية
نساء يبعن للرجال , ,ورجال يبيعون للنساء ,,,!!
د, محمد بن عبدالعزيز الصالح

ان من تتاح له الفرصة بالذهاب لاحد المجمعات التجارية او الاسواق الشعبية في مدينة الرياض يدرك وللوهلة الاولى مشاهد في غاية الغرابة, ففي الوقت الذي نجد فيه ان هناك سيدات سعوديات يفترشن الطرق والارصفة ويقمن ببيع الملابس الرجالية من طواقٍ شمغ ملابس داخلية,, الخ نجد وفي منتهى الغرابة بان هناك العديد من محلات بيع الاقمشة والملابس النسائية بل وحتى الملابس الداخلية منها، يتولى البيع فيها رجال من مختلف الجنسيات والديانات.
وعندما احاول التوصل الى تفسير منطقي لذلك المشهد، لا استطيع ذلك, وعندما أتساءل عن السبب الذي يقف خلف انتشار ذلك المشهد، لااستطيع ان اتوصل الى قناعة لما اشاهده, فهل عاداتنا الاجتماعية هي التي تجعلنا ندفع بالمرأة لتفترش الطرق والارصفة بين الرجال لتبيع عليهم ملابسهم الرجالية؟ الاجابة بالتأكيد ستكون بالنفي القاطع, وهل قيمنا الدينية هي التي تفرض علينا وجود رجال مختلفي الاديان والجنسيات ليتولوا بيع الملابس النسائية على محارمنا؟ الجواب ايضا سيكون بالنفي, اذاً كيف نرضى ونحن شعب لنا عاداتنا وقيمنا الدينية ان يسمح الواحد منا لافراد عائلته من النساء بان يشترين احتياجاتهن من الملابس من محلات مكتظة بالعديد من الرجال مختلفي الجنسيات قد يصعب التأكد من اخلاقياتهم؟ وكيف نرضى على انفسنا بالسماح للسيدات السعوديات بافتراش الارصفة وسط زحمة الرجال من اجل بيع مايحتاجه الرجال من ملبوسات؟ اعتقد ان في ذلك تناقض غريب لم استطع ان اجد تبريرا منطقيا لوجوده.
ولذا فانني في الوقت الذي انادي فيه بمنع النساء اللواتي يفترشن الطرق والارصفة من اجل بيع ملابس الرجال حفاظاً على كرامة هؤلاء النساء، فانني اناشد ايضاً وبشدة بمنع عمل الرجال في المحلات بيع الملابس والاقمشة النسائية، واستبدالهم بسيدات, وقد يقول قائل ان اتاحة الفرصة للسيدات بالعمل في محلات بيع الملابس والاقمشة النسائية قد يعمل على فتح المجال للاحتكاك المباشر بين النساء العاملات في تلك المحلات وبين الزبائن من الرجال، إلا انني اعتقد ان مثل هذا القول مردود عليه جملة وتفصيلاً لعدد من الاعتبارات.
فالوضع المتبع حالياً من خلال تواجد الباعة من الرجال في محلات الملابس النسائية هو الدافع الحقيقي لوجود الاحتكاك المباشر بين الرجال والنساء.
انني اؤكد هنا بأن السماح للنساء بالعمل في محلات بيع الملبوسات النسائية سيعمل على تلافي العديد من السلبيات التي ومما لاشك فيه تتنافى مع فيمنا وعاداتنا الاجتماعية، كيف لا وقد اصبح الوضع الحالي المتبع في محلات الملبوسات النسائية يشهد تواجد رجال غير مسلمين يقومون ببيع الملابس النسائية حتى الملابس الداخلية منها لاخواتنا وامهاتنا وبناتنا, نعم يجب ان نكون اكثر واقعية وصراحة مع انفسنا عندما نتعامل مع مثل تلك القضايا.
فأيهما يفضل الرجل منا لاهل بيته عند رغبتهم في شراء حاجياتهم من الملبوسات والاقمشة هل نفضل ذهابهم الى محلات تتصف بما يلي:
جميع الباعة والعاملين في المحل من النساء.
ان تكون بوابة المحل مفتوحة باستمرار نظراً لظهور بعض المشاكل من المحلات النسائية المغلقة .
ان تكون هناك مراقبة مستمرة على تلك المحلات من قبل الجهات المختصة.
ان يوضع لوحة واضحة على واجهة المحل تنص على عدم دخول الرجال واقتصار الدخول على النساء فقط.
ان تكون السيدات العاملات في تلك المحلات النسائية على نفس درجة الاحتشام التي عليها النساء اللواتي يقمن حالياً ببيع الملابس الرجالية على الارصفة وامام الاسواق التجارية.
ام اننا نفضل استمرار الوضع الحالي كما هو على الرغم من تعدد المخاطر التي تحيق بمحارمنا نتيجة لتعدد الرجال من مختلف الديانات والسلوك والذين تكتظ بهم محلات الاقمشة والملابس النسائية.
انني اعتقد بانه واضافة الى الاهمية القصوى في عملية احلال السيدات بدلاً من الرجال في كافة المحلات المتخصصة بالملابس والاقمشة النسائية وذلك وفقاً لما تم ايضاحه خلال الاسطر السابقة، فانه من الاهمية الاشارة ايضا الى عدد من الجوانب الايجابية الاقتصادية التي يمكن تحقيقها من جراء ذلك.
ان توظيف السيدات السعوديات في تلك المحلات النسائية بدلاً من الرجال المتعددي الجنسية سيعمل على ايجاد فرص عمل شريفة للمواطنات السعوديات، مما ينعكس على تفعيل اسهام المرأة السعودية في تنمية وطنها، وعدم قصر اسهاماتها على الجوانب التعليمية فقط، خاصة وان فرص الوظائف التعليمية قد بدأت تتقلص بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية, ايضاً فان ذلك سيدفع بالعديد من بنات وزوجات رجال الاعمال في هذا المجال والعاملات في سلك التعليم الى ترك الوظائف التعليمية والتفرغ للعمل في تجارة آبائهم وازواجهم مما قد يسهم ذلك في اتاحة الوظائف التعليمية لمن يحتاجها فعلاً من الفتيات العاطلات عن العمل، خاصة اذا ما علمن بان هناك الكثير من الاسر التي حكمت عليها الظروف ان لا يكون لها اب او ابناء وبالتالي فان اعتماد تلك الاسر في معيشتها سوف يكون بعد الله سبحانه وتعالى على ماتحصل عليه الفتاة كعائد مالي من تلك الوظيفة.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

لقاء

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved