Saturday 18th December, 1999 G No. 9942جريدة الجزيرة السبت 10 ,رمضان 1420 العدد 9942


لما هو آتٍ
من أنت

من أي الناس أنت ,,, ؟!
إن مررت بموقف فرح، أو مررت بموقف ترح ,,,, ؟
إن لقيت من يرحب بك، أو قابلت من يشيح عنك ,,, ؟
إن نجحت أو فشلت؟، إن طُلبت أو أُهملت؟,,, وإن,,, وإن,,, كيف تكون؟!,,, ومن أنت في المواقف؟,,.
هل تحجز الفرح لك وحدك,,, وتسجله في صالحك؟,,, أم تعممه على من حولك، وترده إليهم؟,,.
هل ترفض الضد، وتتأفف منه؟ وترده إلى الآخر؟
هل ترد التحية بمثلها وأفضل منها؟ أم تمشي وتهز الأرض هزاً؟ هل تحقد على من أشاح عنك؟ وتتحين الفرص لرد الصاع إليه مضاعفاً؟
هل تسعد بالنجاح؟ ويصيبك منه الغرور فتطوق نفسك بأسوار عالية تقصيك عن الآخرين؟,,, وهل تتذمر,,, وتشكو,,, وتبكي إن فشلت؟ أو تثور وتغضب، وتكيل للآخرين المكائد,,, وتسلط اللسان، ولا تنام الليل تخطط لهم ما يوقعهم في شراك ألمك ورفضك؟
هل تسارع للاستجابة للطلب، وتبذل من أجله ما تستطيع وما لا تستطيع برحابة، وأريحية، ورضًى؟,,, أم تسوِّف الوقت، وتبدد الفرص، وتضرب عرضاً عن التلبية؟,,, وهل لو أهملت من الآخرين بحثت عن السبب وعالجت الأمر، أم امتلأت بالضغينة، ووضعتهم أمام عينيك كلما رمشت رميتهم وقذفتهم,,,؟,,.
كيف أنت؟,,, صافي النفس، كريم الطبع، حسن الظن، متواضع الجنان، واثق الخطوة، مبادر الموقف، تشارك الآخرين، وتصفح عنهم، وتحب لهم مثل الذي تحب لنفسك، وترفض أن تنمّ أحداً أو تغتابه أو تسند إليه فشلك، وتمنحه العذر إن أهمل أو أشاح، أو قصَّر معك,,,؟
كيف أنت؟ أعجول في الغضب، وسوء الظن، والحقد على الآخرين، والبعد عن مشاركتهم، وتجريدهم من كل فضيلة، والجلوس لهم في كل موقف، والتخلي عن الاستجابة لهم، أو اشراكهم في فرحك، ونجاحك، وإلقاء اللوم عليهم عند فشلك أو ألمك؟,,.
من أنت؟
من تسعد بك الحياة؟
أم من تشقى بك الحياة؟
ألم يحدث أن فكرت في معرفة نفسك؟
ألم يحدث أن سألت نفسك لماذا أرى أنني على صواب دائم؟ ولماذا أجد نفسي على طريق الحق دوماً؟,,.
ألم يخطر لك أن تعرض نفسك على ميزان الانسانية؟ أو على ميزان البشرية؟ فتجد أنك مهما كنت على صواب، فإنك حتما ستكون على خطأ أيضاً,,, لأنك ما خلقت كاملاً، ولم تجرد من بشريتك، ولم تضق الحياة بك ذرعاً فكيف تضيق بأبنائها؟,,, ولم تسلبك الحياة حقك فكيف تسلبه من أبنائها؟
ألم يخطر لك أن تضع نفسك في اختبار لكل ما مر بك، وما أنت فيه، وما تكون عليه؟
أتعرف عيوبك، كما تعرف حسناتك؟
أتزكي نفسك بمثل ما تلومها على قصورها؟
أفكرت لحظة في أن تعتذر لكل الذين أخفقت معهم بشكل أو بآخر؟
أفكرت لحظة في أن تشكر كل الذين أسعدوك بشكل أو بآخر؟
هل تجردت من الاحساس أن النجاح لك حق مطلق لا ينازعك فيه أحد بمطلق معنى النجاح في كل أمورك؟
هل وعيت أنك معرض للفشل في اي موقف لأنك بشر لا تملك التجرد من الخطأ؟,,.
كيف توازن بين الخطيئة فيك والفضيلة؟
هنا يكون محك ميزانك الدقيق,,.
حين تكون قادراً على أن تجيب: من أي الناس تكون؟,,.
وعندما تكون قادراً على الاجابة بدقة,,, عن هذا السؤال
ابدأ رحلة الحياة,,.
بمعنى الحياة,,.
فمن أي الناس أنت؟,,.
خيرية إبراهيم السقاف

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

لقاء

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved