Saturday 18th December, 1999 G No. 9942جريدة الجزيرة السبت 10 ,رمضان 1420 العدد 9942


بيننا كلمة
بمشيئته وفضله
د , ثريا العريّض

رغم التزام أغلبنا بالمنطق العلمي، كثيرون يؤكدون حدوث الخوارق التي لا تفسير علمياً أو منطقياً لها, أحداث نعدها بين المعجزات، مثل اختفاء حالة مستعصية من ورم السرطان بعد تأكيد الاطباء أن لا علاج هنا يمكن أن يؤدي إلى الشفاء، أو إجراء عملية استئصال لها دون جراحة بالطرق المعتادة, وكثيرون في جريهم وراء المعجزات يقعون في حبائل المتربصين من الإنتهازيين الأذكياء الخبثاء الذين ينصبون فخاخهم وشباكهم لاصطياد الحالمين بالمعجزات والخوارق.
كيف إذن نبني الوعي لمقاومة السقوط في إغراءات الواعدين بتحقق الأحلام,, ومقايضات بائعي الوهم؟.
قد يكون من السهل أن ندلي بإجابات تقليدية وبتحذيرات رسمية مثل: لن تجدوا العلاج الا عند طبيب مؤهل ومجاز رسمياً, ولن تجنوا ربحاً إلا بعد بذل الجهد المطلوب لإثمار استثماركم، وعبر التعامل مع مؤسسات اقتصادية غير مشبوهة, ولكن هذه التحذيرات المعتادة تفقد فعاليتها مع تكرر استخدامها وتفتقد قوة التأثير مقارنة بقوة الجذب الهائلة لإغراء احتمال وقوع المعجزات، والاستعداد النفسي المسبق لتصديق إمكانية حدوثها بصورة استثنائية تتخيرنا بين الناس,, لذا فالتحذيرات في حد ذاتها لن توقف التجاء الكثيرين الى المشعوذين والمستغلين, الإنسان بطبعه يرغب في التصديق, بحدوث المعجزات ومستعد للحلم بإمكانية حدوثها له لأن ذلك يفتح أبواب الفرج التي لو بحث عنها عن طريق المنطق الواقعي لوجدها ليست فقط مغلقة بل مقفلة ومرتجة.
ألا تحدث المعجزات إذن؟ أليس لزيت الشيخ أو سطور زعفرانه أي تأثير؟ ما يتناقله الرواة في كل المجتمعات عن بعض الخوارق والشفاء من أمراض مستعصية بين يوم وليلة، وعن عودة الزوج لزوجته المهجورة، وعن حدوث الحمل الذي لم تنجح محاولاته من قبل لسنوات ممتدة,؟ هل كل ذلك مستحيل لا أساس له من الصحة؟!.
الحقيقة أن المعجزات تحدث,, بمشيئة الله وبفضل قوة إيماننا، وليس لأن هناك من يتدخل لإحداثها بقوة غيبية، لا بإشعال شمعة، ولا من بركة كرامات ، ولا من شطارة المستفيد الذي يبيعك بآلاف الريالات زيتاً ملوناً, تحدث المعجزة لأننا نتعدى موقع تصديق أنها يمكن ان تحدث بصورة مفتعلة إلى الإيمان المطلق بأنها ستحدث فعلاً بفضل الله, في هذه الحالة إيمان عقلنا الباطن يستجيب بتوجيهات تعيد برمجة كياننا الشامل روحاً وجسداً، ونستجيب لها بتنفيذ ما يطلب وإحداث النتيجة الذي يذهلنا تفسير حدوثها فيما بعد معجزة التئام، الحالة النفسية أو الجسدية المتسببة في إحداث المشكلة الاصلية، معجزة الشفاء من مرض عضال، ومعجزة انتفاء مشاكل التفاهم بين الأزواج، وحل مشكلة الخسارات المادية, إننا نبدأ بالتفاعل الإيجابي البناء مع ذواتنا على أساس أن ما نتمناه واقع بالفعل ونتجاوب معه على هذا الأساس ومن ثم ينفذ الوعي الأعمق برنامجاً من التفاعل الجسدي النفسي الناجع في انهاء المرض او برنامجاً للتعامل مع معطيات العمل المطلوبة لتعويض الخسارة.
لا تلجأوا للمشعوذين بل الى إيمانكم بالله, فإسلام الروح والجسد لمشيئته وتوقع أن يحدث ما نود يوجهنا للنتيجة المطلوبة, فقط إيماننا بحتمية استجابته، تعالى، هو ما يحقق المعجزات فتحدث فعلاً.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

لقاء

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved