في المقالة السابقة تكلمنا عن التغيرات التي حدثت في مجال التعليم و التي جعلت عملية أتمتة الامتحانات بشكل خاص ضرورة ملحة. وقلنا إن هناك كثيراً من اللغات البرمجية التي يمكن أن تعمل بها الامتحانات غير أن التركيز هنا سيكون على برنامج الفلاش لما له من مزايا واضحة.
ومن أهم مميزات برنامج الفلاش هو إمكانية إدخال الوسائط المتعددة مع هذه الامتحانات كإدخال الصور والحركات والأزرار والأصوات التي قد تجعل الامتحان أكثر حيوية وتشويقا للطالب.
هذه الصور قد تشمل الخرائط الجغرافية أو الرسوم البيانية أو الجداول الحسابية أو المعادلات الرياضية أو الإحصائية.
أما الأصوات فقد تشمل الجمل التوضيحية التي توضح ما اشتبه على الطلاب من الأسئلة أو تشتمل على آيات قرآنية أو أناشيد أو أي أصوات تشد انتباه المستخدمين.
ويمكن للطالب استخدام الأزرار للانتقال من سؤال إلى آخر كالتقدم للأمام أو الرجوع إلى الخلف. كما يمكن وضع الصور والخلفيات الجذابة للأسئلة ومؤقت لحساب الزمن المنقضي والزمن الباقي للامتحان.
وبالامكان أيضا وضع هذه الامتحانات على الانترنت ليقوم الطالب بحلها على الانترنت مباشرة من البيت أو من أي مكان آخر بدون الحاجة إلى الذهاب إلى الكلية أو المعهد وترسل النتيجة مباشرة إلى الأستاذ، لكن يعاب على ذلك صعوبة التأكد من أن الطالب المقصود هو الذي قام بحلها بنفسه.
تعتمد عملية إعداد الامتحانات باستخدام برنامج الفلاش بوضع خانات إدخال نصية «Input text» لإدخال أسماء الطلاب وأرقامهم و أرقام الشعب وما إلى ذلك من مدخلات وبوضع خانات ثابتة «stati text» كأرقام الأسئلة و خانات إخراج نصية «Dynamic text» لاخراج النتائج.
كذلك تعتمد على وضع أوامر برمجية Actions تتناسب مع تفاعلات المستخدم كتنفيذ عمليات وأوامر شرطية If. Then. Els وغيرها.
وفي نهاية الامتحان يقوم البرنامج بإخراج درجة الطالب وأجوبة الطالب والأجوبة النموذجية والأخطاء التي وقع فيها الطالب وغيرها من مخرجات.
إن عملية إعداد الامتحانات بهذه الطريقة هي عملية شاقة وطويلة في أول مرة. ولكن بعد الانتهاء من إعدادها فإن عملية استخدامها فهي عملية مريحة وعادلة وسريعة للتعامل مع أعداد الطلاب الكثيرة، ولكنها تحتاج إلى توفر معامل كافية ومعامل مفتوحة باستمرار في هذه المؤسسات التعليمية وتوفر أجهزة كافية لهذا العدد الكبير من الطلاب.
وحسب تجربتي الشخصية فإن المشكلة الأولى الرئيسة تكمن في ارتباط دوام هذه المعامل مع دوام الموظفين وتبقى هذه المعامل بقية الوقت كموارد مهدرة لا استفادة منها.
أما المشكلة الأخرى فهي عدم توفرالعدد الكافي من الأجهزة لهذه الأعداد الكبيرة من الطلبة. وهناك صعوبات أخرى قد تكون خاصة بالأستاذ أو الطالب كعدم معرفة الأستاذ بأي لغة من لغات البرمجة أو عدم معرفة الطالب بأساسيات استخدام الحاسب الآلي.
إن أتمتة الامتحانات هي جزء لا يتجزأ عن عملية أتمتة التعليم العالي ككل ومرتبطة مع أتمتة الكثير من العمليات التعليمية الأخرى كأتمتة النتائج والتي سنتحدث عنها في مقالة قادمة إن شاء الله.
| 