Monday 11th February,200210728العددالأثنين 28 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رياح التغيير
تأثير المعلومة على التغيير
د.عثمان بن إبراهيم السلوم

إن من أهم سمات هذا العصر المعلوماتي الذي نعيشه الآن هو توفر المعلومة.
فقد أصبحت المعلومة باختلاف هوياتها وفائدتها وأغراضها تجوب العالم من أقصى شرقه إلى أقصى غربه ومن أقصى شماله إلى أقصى جنوبه بحرية وبسرعة لم يشهد العالم من قبل لها مثيلاً.
وفي هذا الزمن أصبح طوفان المعلومات يغمر مختلف حياتنا من مختلف الجهات والأجهزة الإلكترونية والاتصالية المتطورة.
واليوم وفي هذه المقالة أحاول أن أجيب على سؤال مهم وهو: هل لتوفر هذه المعلومة لنا وتكرارها علينا أثر على التغيير فينا؟
هذا التغيير يشمل التغيير المادي والتقني بالإضافة إلى التغيير الاجتماعي والثقافي والسياسي. فنقول إن توفر المعلومة له تأثير قوي على شحذ وإذكاء الرغبة في التغيير إيجابا أو سلبا على حياة الإنسان الحاضرة والمستقبلية وما يتصل بهذا الإنسان من ماديات ملموسة وغير ملموسة.
هذا الكم الهائل من المعلومات الفضائية والإلكترونية واللاسلكية التي تصب على مجتمعنا السعودي لها تأثير قوي في تغيير جميع معالم هذا الوطن. هذا الوطن الذي نعيش فيه يتأثر تأثرا قويا ويتشرب من هذا الكم الهائل من المعلومات المرئية والمسموعة والمقروءة.
ومن ظن أنه ليس هناك أي تأثير معلوماتي وحضاري وثقافي على مجتمعنا ومحافظتنا أو أصالتنا فإنه مخطئ، هذه المعلومات بغض النظر عن مصادرها أو قيمتها أو مجالها فهي شبيهة برياح مستمرة تهب علينا صباحا ومساء لتنحت أو تنخر «وللأسف» في هذا المجتمع العربي والإسلامي المحافظ.وتعتمد قوة هذا التغيير على درجة وقوة واستمرار هذه الرياح العاتية وكذلك على درجة وقوة وصلابة أو ليونة متلقيها.
إن الرياح قد تكون بسيطة ولكنها مستمرة ومع الاستمرار ينحت الصخر والجبال الصلد، تماما هذا ما يحدث في مجتمعنا وبدون ما يشعر الكثير منا. وللأسف فإن الكثير من هذه الرياح قد أتت بالشر تحمله من الغرب ومن الشرق.
أما إسهاماتنا كعرب وكمسلمين في إرسال رياح الخير للآخرين فللأسف فنحن نثرثر كثيرا ولكن نعمل قليلا. إذا نظرنا إلى جهودنا المعلوماتية والإعلامية الهادفة والتي تحمل رسالتنا الأصيلة إلى الآخرين مثلا فلا نجدها، بل على العكس أسسنا قنوات غربية بلسان عربي مبين كما يندر وجود المواقع الإسلامية أو العربية الهادفة باللغات الأجنبية.
كل هذا جعلنا نتلقى حضارة الغرب والشرق ورياحه في بيوتنا وفي شوارعنا وفي مطاعمنا وحتى في مساجدنا، وهذا سيحدث تغييرا فينا وفي جميع ما حولنا من المجالات المادية والمعنوية فلا نستغرب ظهور ووجود أجيال جديدة لنا مختلفة نتيجة لهذه التغييرات. ولذلك فيتعين علينا وخاصة من يحملون رسالة سماوية للعالم جميعا استغلال جميع هذه التقنيات الحديثة والمتاحة في نشر وإرسال رياح الخير والأخلاق والإسلام للآخرين والتأثير فيهم. وهذه هي بضاعتنا التي يجب أن نسوّقها للذين يحتاجونها.
أما إذا كان دورنا في هذا العالم هو التلقي والاستقبال والاستهلاك فسيأتي اليوم الذي نرى فيه أبناءنا وفلذات أكبادنا وشبابنا وبني جلدتنا عبارة عن نسخ مقلدة من الشرق أو من الغرب ولا قيمة لهم ولا لنا في هذا العالم المتصارع الذي يأكل فيه القوي الضعيف.
والى اللقاء في الأسبوع القادم إن شاء الله

http://www.alsalloum.net
جامعة الملك سعود

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved