Wednesday 27th February,200210744العددالاربعاء 15 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رؤى وآفاقرؤى وآفاق
مؤسسة الخير تفيض بالعطاء
د. عبدالعزيز بن محمد الفيصل

منذ أن وضع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حجر الأساس لمدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية في بنبان في عام 1417ه والأنظار تتجه من قبل عابري الطريق السريع من الرياض إلى القصيم إلى المدينة المتنامية يوماً بعد آخر، ذلك أن تلك المدينة مدينة بحق، فهي مرافق عدة تمتد على أرض بنبان، لتفيض بالعطاء، بعد أيام قليلة لفئة هي في أمس الحاجة لتلك الخدمات الإنسانية، التي ستقدمها مدينة سلطان. إن سلطان الخير مع مشاغله الكثيرة، ومساعداته العميمة يأبى إلا أن يكون سنداً للمريض والعاجز ومن يعول تلك الفئة التي لا يلتفت إليها إلا الأفذاذ عن الرجال، إن بذل سلطان في هذا السبيل بذل بالغ الأهمية، فكم من مريض طرق أبواب المستشفيات فوجدها موصدة أمامه بسبب كثرة المرضى والمراجعين، أما المستشفيات الأهلية فليس كل مريض قادراً على دفع المبالغ الكبيرة التي يتطلبها العلاج، إن بذل المال في هذا السبيل لا يهتدي إليه إلا من وفقه الله إلى الخير، وأعانه على دفع شح نفسه، فالمملكة العربية السعودية اليوم مزدهرة في تجارتها، فهناك فئة من التجار يمتلك الواحد منها أكثر من ألف مليون ريال، فأين المستشفيات التي أنشأها أولئك، مع وفرة أموالهم، باستثناء مستشفى الأورام الخبيثة عند الأطفال الذي أنشأه أحد المحسنين بجوار مطار الملك خالد الدولي بالرياض، والمستشفى يعمل اليوم ويقدم خدمة إنسانية للأطفال الذين يعانون من تلك الأمراض الخبيثة، لقد التفت النائب الثاني إلى هذه الخدمة الإنسانية، وأرخص ماله، في سبيل إسعاد الآخرين، فعلت مباني المدينة في سنوات قليلة وبرزت للأنظار مدينة متكاملة تتعلق بها الآمال في كشف الضر عن فئة من أفراد المجتمع.
إن بنبان اليوم يسعد أكمل السعادة لحلول هذه المدينة في أرضه، فهي مدينة تعطي ولا تأخذ، ومنشؤها ينطبق عليه قول جرير:


ألستم خير من ركب المطايا
وأندى العالمين بطون راح

فهل يقوم الحطيئة من قبره ويقصد بنبان من جديد ليجد العطاء الذي فقده بالأمس في بنبان عندما قصد الزبرقان بن بدر وأقام عنده فلم يحصل على طائل، فترك أرض بنبان واتجه إلى الوسيع، وأقام بجوار بني أنف الناقة، وقال في بنبان وصاحب بنبان الزبرقان بن بدر:


وما الزبرقان يوم يحرم ضيفه
بمُحْتَسِب التقوى ولا متوكل
مقيمٌ على بنبان يمنع ماءه
وماء وسيع ماء عطشان مُرْمِلِ

أقول لو قام الحطيئة من قبره لرجع من الوسيع إلى بنبان، فقد حل في بنبان عنوان الكرم وملتقى الجود وينبوع العطاء، مع أن نعمة الأمن وتوافر العيش امتدت إلى الوسيع، فمياه الوسيع تمد مدينة الرياض بالمياه العذبة، ففي كل ناحية عطاء من أرضها وتنمية لقاطنيها.
إن جِدَّ صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز خلف بروز هذه المدينة المتكاملة في هذه السنوات القليلة، ولا شك أن خيرته في التخطيط أكسبته دفع هذا العمل المتشعب إلى الكمال في هذا الوقت القليل، فله وللعاملين معه منا الشكر والتقدير، فقد فرحنا كثيراً لما نشره مدير عام مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز لمساعدة المرضى والمحتاجين إلى العلاج حيث قال: إن هذه المدينة المفخرة تعد أكبر وأفضل مدينة من نوعها في العالم وذلك لسببين الأول لكبر مساحتها سواء من ناحية الأرض المقامة عليها أو المسطحات التي أقيم عليها المشروع أو من ناحية عدد أسرتها وتميزها بآخر ما وصلت إليه التقنية الحديثة أو غير ذلك، والسبب الثاني لأنها الوحيدة التي تجمع تلك التخصصات في مكان واحد حيث يوجد بها مركز تأهيل المعاقين ومركز تأهيل المسنين ومركز تنمية الطفولة والعيادات الخارجية والاستشارات ومركز الرعاية النهارية وغيرها من خدمات ومرافق لا يمكن أن توجد في مكان واحد في العالم. ومما تتميز به هذه المدينة احتواؤها على وحدات سكنية يقيم فيها ذوو المرضى، وهذه لفتة كريمة عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان، فكثير من المرافقين للمرضى يفدون من مناطق بعيدة عن مدينة الرياض وهم غير قادرين على السكن في الفنادق، لأن العلاج في المدينة يتطلب أياماً كثيرة، وقد يستمر شهوراً، فتأهيل المعاق يحتاج إلى وقت طويل، وتأهيل المسن لا يتم في أيام، ولذلك فإن هذا السكن من أفضل ما استحدث في مدينة سلطان التي هي حديثة في كل ما تقوم به من الأعمال الإنسانية الكثيرة.
لقد عمل سلطان بن عبدالعزيز الكثير للخير، فكم دفع من ديات صانت رقاباً أن تنتهبها السيوف، وكم نقل من مصابين إلى المستشفيات، أن العدد كثير، والأجر على قدر العمل، أما الذين يعالجون في الخارج على حساب سموه فأعداد كثيرة.
جعل الله هذه الأعمال الجليلة في موازين أعماله، وأجزل الله له الأجر والثواب، فهو قدوة في هذه الأعمال النافعة، لعل الآخرين يقتدون به فيبذلون شيئاً من أموالهم في أعمال الخير ونفع المواطن، أرجو أن يكون ذلك إن شاء الله.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved