Wednesday 17th April,200210793العددالاربعاء 4 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

رؤى وآفاق رؤى وآفاق
دُرَّةُ الخَلِيج
د.عبدالعزيز الفيصل

الرياض في ماضيها رياض فيح، وفي حاضرها درة تتلألأ في قلب الصحراء، لقد ازدهرت الرياض، وأصبحت من المدن المعدودة في العالم، بتنظيمها وحدائقها ونظافتها، فمن رآها من الجو في الليل بهرته بروعتها وامتداد شوارعها، ومن سلك شوارعها الواسعة في النهار غمرته روعتها، فهي مدينة حديثة، تتربع على حضن جبل طويق في كبرياء وتبختر، إن شوارعها الممتدة إلى مسافات طويلة، مثل طريق الملك عبدالعزيز، وطريق الملك فهد، وطريق الأمير عبدالله والدائري، تبنئ عن بناء مدينة عصرية، بنيت لتزاحم مدن العالم وتتقدم عليها، إن الزائر لمدينة الرياض ليقف معجباً بالجسور المتعددة، التي تتيح لمئات السيارات المرور في وقت واحد، ثم إن الجسور المقامة على الأودية، مثل وادي حنيفة ووادي لبن، تظهر مهارة الهندسة وتقدم العمارة، وما دمنا بصدد البناء والعمارة فإن مدينة الرياض تضم جامعتين، بنيتا على أحدث طراز، فإذا وقف الزائر على جامعة الملك سعود بكلياتها ومرافقها شاهد جامعة متكاملة، تمثل مدينة تحتل الجزء الشمالي الغربي من مدينة الرياض، فيها كل ما تطلبه المدينة من سكن وحدائق ومستشفى وطرق، وتحتل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الجزء الشمالي الشرقي من مدينة الرياض، فهي الأخرى مدينة تعجب الرائي بحسن تنظيمها، وروعة بنائها، وحسن تخطيط طرقها وحدائقها، وقد أسهمت العمارة المميزة في بروز أسواق جديدة، مثل أسواق الفيصلية، وأسواق عمارة المملكة، وأسواق العقارية، فالأسواق في مدينة الرياض كونت معالم بارزة من خلال مظهرها الخارجي، حتى الأسواق الداخلية في مدينة الرياض مثل أسواق المعيقلية شاركت الأسواق الأخرى في حسن المظهر، ومع انتشار الأسواق الجديدة فإن مدينة الرياض بحاجة إلى المحافظة على الأسواق القديمة، في الديرة والحلة، لتبقى أنموذجاً للأسواق القديمة، إن أسواقنا، القديمة تجذب السائح أكثر مما تجذبه أسواق العقارية والفيصلية، فسوق الزل في الديرة ما زال مقصداً للسائح، وأسواق الحلة والبطحاء لها عشاقها، إن أسواق المملكة القديمة في طريقها إلى الانقراض فقيصرية الهفوف التي تعد الأنموذج المتكامل للسوق القديمة أصابها الحريق بضربته القاضية، ولم يبق منها إلا القليل مع أنها هي المقصد لزائر الأحساء. فما تبقى عن الأسواق القديمة في مدينة الرياض يجب المحافظة عليه، فتنوع الأسواق في المدينة الواحدة يكسبها الصفة السياحية. ومن مظاهر مدينة الرياض المتنزهات والحدائق، فالمدينة تشتمل على مساحات خضراء، يلحظها الرائي من الجو، عندما يكون قدومه إليها نهاراً، ولكن المدينة تتسع في كل عام، فسكانها بحاجة إلى متنزهات واسعة في أطرافها فمتنزه الثمامة الذي تنتظره المدينة يجب أن يكون في مستوى لائق بمدينة الرياض، بحيث يمتد إلى جبل العرمة، ويستثمر الجبل في انحداره المفاجئ بوضع «تلفريك» يكون أداة جذب لسكان المنطقة الشمالية من مدينة الرياض، وفي المنطقة الغربية من مدينة الرياض يحسن استثمار منحدرات طويق الغربية في منطقة «القدية» بوضع تلفريك وحدائق في حضن الجبل، ويمكن استغلال درب الجمال القديم.. والذي يصعد الجبل في شكل متعرج مرفقاً سياحياً، فهو مزار لكثير من الأجانب والسعوديين منذ سنوات، ويتميز عن دروب الدواب الأخرى بأنه من استصلاح الإنسان وليس درباً مهدته الدواب، وبه مستراحات ممهدة، ولا زالت على هيئتها على الرغم من عدم استعماله منذ أكثر من نصف قرن، أو أكثر من ذلك. ويمكن أيضاً استثمار وادي صلبوخ بوضع بحيرات طبيعية ومتنزهات مدرجة في سفح الجبل، فطبيعة الوادي بكر، ومدينة الرياض تتسع بسرعة، ومدينة الرياض بحاجة إلى ميادين تعني بالمهارات الرياضية من السيارات والدراجات وألعاب الشباب الأخرى، فتلك تسند الأندية الرياضية في استيعاب طاقات الشباب، حتى يخف توجههم إلى المقاهي وشرب الدخان والشيشة. إن مدينة الرياض درة الخليج، فلا بد من المحافظة على تلألؤ الدرة الذي يريده لها أميرها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز فتبقى درة في ليلها ونهارها.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved